مشروع «نيوم» هو أحد المشروعات العملاقة التي سوف تؤدي إلى نقلة نوعية تحققها المملكة للوصول إلى نهضة هائلة تضاهي بها نهضة الدول المتقدمة الصناعية في زمن قياسي قصير ومدهش من عمر تقدم الشعوب ونموها، فالمشروع يحقق خطوة هامة من خطوات استشراف المستقبل المشرق للمملكة وفقا لبنود خطتها الطموحة 2030 بهدف تطوير المملكة وتحويلها إلى نموذج رائد ومزدهر للتميز. وهو مشروع أطلقه سمو ولي العهد الأمين بوصفه رئيسا لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة ويحظى بكل التطلعات التي صاحبته على تقدير دولي فهو تجربة طموحة ورائدة يبنى على أرض خام ويشكل بكل تفاصيله وجزئياته العملية رسما للتقنيات المستقبلية التي سوف تغير أسلوب حياة المجتمع السعودي إلى حياة جديدة مفعمة بأدوات تلك التقنيات وآلياتها المتطورة. إنه يؤسس لآفاق اقتصادية واسعة وفريدة ومبادرة تقود المملكة إلى تغيير سريع لمستقبل جديد في عالم متغير يعتمد في كل خطواته النهضوية على التقنيات الجديدة الدافعة نحو الاستثمار الأمثل لتلك التقنيات، وتسخيرها لخدمة الإنسان بطريقة أمثل وأفضل وتوفير الفرص المعلوماتية الهائلة الموفرة للوقت والمال والمهيئة لتحديد الوجه الاقتصادي الجديد للمملكة وانشاء بيئة استثمارية طويلة الأجل. خلال العقود القادمة فان علوم الروبوتات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والهندسة الحيوية ستغدو من أهم الآليات المحركة لصناعة المستقبل المنشود للعالم، وبالمشروع الجديد فان المملكة تسبق الأحداث من خلال تلك المبادرة الصانعة لمستقبل استثماري هائل، وهي واحدة من مشروعات صندوق الاستثمارات العامة التي ستضع المملكة في مكانها اللائق والمرموق بين شعوب المعمورة. وتلك المبادرة الرائدة تهدف ضمن ما تهدف إليه إلى انشاء الشراكات ومناقشة الأفكار واستعراض الفرص المستقبلية التي سوف تضع المملكة بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة باطمئنان وثقة على خارطة الاقتصاد العالمي كواحدة من الدول التي بامكانها رسم المسارات الاقتصادية المستقبلية وتعزيز انسجامها مع كافة المسارات الاقتصادية للدول الصناعية الكبرى، وتلك خطوة هامة سوف تتحقق بفعل ارادة القيادة الوثابة والطموحة للمملكة. العالم كله يرسم الآن الوجه الجديد لاقتصاده من خلال استثماراته، وهي خطوة دفعت القيادة الحكيمة بالمملكة إلى مجاراة هذه الخطوة الحيوية لاسيما أن المملكة تملك من المسوغات والمؤهلات ما يدفعها لوضع الأرضية المناسبة التي تنطلق من خلالها لصناعة مستقبلها الجديد المعتمد كليا على التقنيات الحديثة. المملكة بتلك الخطوة الطموحة تضع امكاناتها لخدمة الإنسان السعودي وخدمة التطور التقني الهائل الذي بدأ ينتشر في كافة الدول المتقدمة بسرعة هائلة ومتنامية، وهو أمر دفع المملكة للتفكير الجدي برسم خطواتها الأولى للولوج إلى العوالم المتغيرة الناشئة في دول العالم، وسوف تحقق المملكة الغايات المرسومة من تلك الانطلاقات التنموية السريعة وتصل إلى غاياتها باستخدام تقنيات العصر وآلياته لتحقيق نهضتها الاقتصادية المنشودة.