أوصت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي قيادة العمليات المشتركة بإيقاف تسليح قوات البيشمركة، التابعة لإقليم شمال العراق، على خلفية قصفها قوات عراقية في محافظة كركوك شمال البلاد. فلليوم الثاني على التوالي شهدت ناحية التون كوبري شمال كركوك اشتباكات عنيفة بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة، في حين أعلنت قوات مكافحة الإرهاب بسط سيطرتها بالكامل على الناحية. وعلى خلفية تجدد الاشتباكات، أوصت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية قيادة العمليات المشتركة بإيقاف تسليح البيشمركة، ودعت الدول أيضاً إلى وقف التسليح فوراً في هذه المرحلة. وبالرغم من نفي قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير يارالله أي نية لاقتحام أربيل، إلا أن البيشمركة أكدت أنها تحاول منع تمدد القوات الاتحادية إلى تخومها وأعربت عن قلقها من انتهاكات ميليشيات الحشد الشعبي. يأتي هذا مع إعلان جديد لرئيس الوزراء حيدر العبادي ربما يبدد مخاوف الكرد، إذ أعلن توقف القوات الاتحادية عند الخط الأزرق الذي وضعته الأممالمتحدة في تسعينيات القرن الماضي، مؤكداً أن عملية بسط الأمن والقانون انتهت بفرض سيطرة الدولة على المناطق المتنازع عليها وكركوك، نافياً تقدم القوات إلى قضائي الشيخان وتكليف شمال الموصل. أما التطور الأبرز، فهو تكليف اللواء الركن معن السعدي قائداً للقوات المشتركة في كركوك، وهو أول قائد في مكافحة الإرهاب يشغل هذا المنصب مع قيادته لوحدات العمليات الخاصة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يكشف مدى أهمية الحفاظ على أمن كركوك وثرواتها. وفي السياق، أكد نوزاد هادي، محافظ أربيل السبت، أن العمليات العسكرية الأخيرة في مدينة كركوك، أدت إلى نزوح أكثر من 84 ألف شخص الى أربيل. وقال هادي في مؤتمر صحفي «إن أربيل كانت قاعدة مهمة للتحالف الدولي ضد داعش خلال السنوات الماضية»، مؤكداً «أن الكرد كانوا حلفاء جيدين بالنسبة للتحالف الذي حارب الإرهاب». وحول أعداد النازحين، الذين نزحوا جراء العمليات العسكرية في كركوك وأطرافها، قال هادي «إن أكثر من 84 ألف شخص نزحوا نحو اربيل». وعلى الصعيد الميداني، أفادت مصادر أمنية عراقية الأحد، بأن قوات البيشمركة أغلقت بسواتر ترابية السيطرة الرئيسة بين محافظتي دهوك ونينوى شمال غربي الموصل. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية «إن البيشمركة أغلقت السيطرة الرئيسة بين قضاء سنجار باتجاه محافظة دهوك بسواتر ترابية قرب قرية المحمودية». وأوضحت المصادر «أن إغلاق السيطرة من قبل البيشمركة؛ جاء بعد معلومات وردت حول نية القوات العراقية الاتحادية بالسيطرة على معبر فيشخابور الرابط بين العراق وتركيا وسوريا». وتشهد مناطق التماس بين القوات العراقية الاتحادية وقوات البيشمركة حالة استنفار قصوى بعد انسحاب قوات البيشمركة من جميع مواقعها في المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى، وانسحبت الى داخل حدود الاقليم، حيث انتشرت قوات عراقية من الجيش والشرطة والحشد الطائفي في تلك المناطق.