أغلق سوق الأسهم السعودية الأسبوع المنصرم على ارتفاع بنحو 161 نقطة أي بنسبة 2.50%، ويبدو أن لتحسّن أسعار النفط وتحقيق الأسواق الأمريكية مستويات تاريخية جديدة أثراً كبيراً في ظهور السوق السعودي بمزاج جيد، وقد استغلت الأسهم الصغيرة هذا التحسن في الأداء - رغم أن المؤشر العام مازال يسير في موجة تصحيحية - فحققت خلال الأسبوع الماضي مكاسب ممتازة مقارنةً بأداء الأسهم القيادية وذلك مثل سهم أمانة والذي حقق حوالي 30%، وسهم تبوك الزراعية والذي سجل مكاسب بنحو 21%. أما من حيث السيولة فقد تجاوز الأسبوع المنصرم حاجز 21.1 مليار ريال لكنه لم يتخط تداولات الأسبوع الذي قبله والذي بلغ 21.7 مليار ريال، لكن تقارب السيولة بهذا الشكل هو بسبب حركة المؤشر العام للسوق والتي تسير في مسار أفقي، وهذا ما يفسّر تقارب نقاط الإغلاق والافتتاح طوال الأسبوع الماضي، وهذه الطريقة في التداولات تنم عن حالة من الحيرة بين المضاربين لأنه ليس هناك اختراق لمقاومة هامة أو كسر لدعم مؤثر، ويبدو أن استمرار بقاء أسعار النفط دون 50$ وفوق 45$ هو ما جعل الحيرة تسري بين أوساط المتداولين وهذا ما توضحه حركة السوق على الرسوم البيانية. التحليل الفني من خلال الرسم البياني لسوق الأسهم السعودية أجد أن المؤشر العام مازال يتردد بين مستويي 6,900 نقطة و 6,300 نقطة للأسبوع الحادي عشر على التوالي، وهذا يوضح أن السوق يسير في نطاق عرضي تصحيحي ومن الممكن أن يستمر السوق بهذا الشكل ما دام يسير بين النقطتيّن الآنفتي الذكر، ورغم أن مؤشر داو جونز الأمريكي وصل إلى مناطق تاريخية لم يصل لها من قبل، إلا أن السوق السعودي لم يواكب تلك الحركة وذلك لأن المؤثر الأكبر على حركته أسعار النفط. من الناحية الفنية فإن المؤشر العام تمكن من الوصول إلى مقاومة 6,666 نقطة والتي بينتها خلال مقال الأسبوع الماضي لكنه لم يستقر فوقها نهاية الأسبوع، فإذا ما استقر فوق ذلك المستوى بداية هذا الأسبوع فذلك الأمر يفتح المجال أمام اختراق قمة 6,900 نقطة وتسجيل قمة جديدة ربما تكون عند مشارف 7,100 نقطة، أما في حال العودة دون مستوى 6,500 نقطة فربما تكون تلك إشارة إلى كسر دعم 6,300 نقطة وحينها سيتجه السوق لدعوم 6,100 نقطة ثم 5,800 نقطة هي النقطة المفصلية والتي ستحدد مسيرة السوق حتى نهاية العام. أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية قد نجح خلال منتصف الأسبوع الماضي في اختراق مقاومة 4,400 نقطة وأغلق فوق هذا المستوى نهاية الأسبوع ليعطي الضوء الأخضر للقطاع بمواصلة الصعود حتى مناطق 4,650 نقطة والتي تعتبر من أقوى المقاومات للفترة الراهنة. أما قطاع المصارف والخدمات المالية فهو بصدد اختبار مهم هذا الأسبوع عند مقاومة 14,600 نقطة؛ لأن اختراق هذا الأخير يعني استمرار الصعود حتى مستويات 15,300 نقطة، أما فشله في ذلك الاختبار فيعني أن القطاع سيشهد حركة تصحيحية تقوده لدعم 14,250 نقطة من جديد. أما من حيث القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع فهي قطاعات الاسمنت والتجزئة والفنادق. أم قائمة القطاعات ذات الأداء السلبي فأتوقع أن تحتوي على قطاعات الطاقة والزراعة والاتصالات والتأمين والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي والتشييد والبناء والتطوير العقاري والنقل والاعلام. أسواق السلع الدولية بعد عدة محاولات لخام برنت لكسر دعم 46$ أصبح من المرجح أن يبدأ الخام رحلة ارتداد صاعدة نحو مناطق 51$ ، وهذا من شأنه ان ينعكس ايجاباً على أداء الأسواق حول العالم ومنها السوق السعودي، وحتى يتأكد السيناريو السابق لابد من استمرار المحافظة على دعم 46$ لأن كسر ذلك الأخير يعني أن الخام سيتجه نحو 43$ للبرميل وهو من الدعوم المفصلية للخام في تحركاته لهذا العام. أما خام نايمكس فرغم أنه كسر دعم 45$ أثناء تداولات الأسبوع المنصرم إلا أنه تمكن من الإغلاق فوقه نهاية الأسبوع وهذا أمر إيجابي سيدفع الأسعار للارتداد صعوداً نحو مناطق 49$ للبرميل بعدها من المتوقع أن ينتهي الارتداد الصاعد هناك لكن في حال الاستقرار فوق ذلك الأخير فمن المتوقع أن يتواصل الصعود حتى القمة السنوية عند 51.50$. من جهة أخرى أجد أن أسعار الذهب وجدت نوعا من الصعوبة في مواصلة الصعود بعد اقترابها من المقاومة التاريخية 1,400$، وهذا يدل على قوة المقاومة الآنفة الذكر لكن في نفس الوقت لا يمكن الحديث عن انتهاء المسار الصاعد إلا بكسر دعم 1,300$ والبقاء دونها، حينها سيكون المسار مسارا تصحيحيا يستهدف مستوى 1,250$ كمرحلة أولى. أسواق الأسهم العالمية كان الأسبوع الماضي أسبوعاً استثنائياً للأسواق الأمريكية حيث سجّل مؤشر داو جونز الصناعي قمة تاريخية جديدة وذلك بعد اختراق القمة التاريخية السابقة عند 18,167 نقطة في اليوم الأول من الأسبوع الماضي لينطلق المؤشر الأمريكي الأشهر في تسجيل مناطق عليا جديدة لينهي الأسبوع عند مستوى 18,514 نقطة، ومستوى 18,500 نقطة هو عبارة عن مقاومة مهمة وصل لها المؤشر وتوقف عندها ليجبر المتداولين على انتظار أحداث هذا الأسبوع وما إذا كان المؤشر سيتجاوز تلك المقاومة ويتجه لمشارف 20,000 نقطة أم سيفشل في ذلك الاختراق ويدخل في مسار هابط. أما مؤشر نيكاي الياباني فقد شارف على ملامسة مقاومة 16,700 نقطة، وفي حال اختراق ذلك الأخير فذلك يعني أن المسار الصاعد قد تأكد وأن الحالة الإيجابية للسوق في تحسن، أما لو فشل المؤشر في اختراق تلك النقطة فتلك إشارة على أن هناك موجة تصحيحية قادمة ربما تقود السوق الياباني إلى مشارف 16,200 نقطة.