ما يعجبني في جهود جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية، أنها تغلف الألم دائما بقناع التفاؤل، فاللون الذي يرمز إلى المرض المؤلم (عافانا الله جميعا منه) تحول في شعار الحملة (الشرقية وردية) التي نظمتها الجمعية إلى لون الورد المُفعم بالحياة، فضلا عن ما في الشعار من إشارة لا تخفى بأن المنطقة كلها تتحد مع المجتمع للوقاية من هذا المرض، من خلال التوعية بأهمية الكشف المبكر، وعدم التهاون في الكشف الطبي عند مجرد الشك بإحدى علاماته، حتى يمكن تشخيص الحالة بسرعة، واتخاذ الإجراء السليم تجاهها. منذ أيام تشرفت بتمثيل جمعية البر بالمنطقة الشرقية في الحملة التي اتخذت هذا العام «لأجلك تحالفنا» شعارا لها، وكان يوما سعيدا بالنسبة لي عندما تسلمت درع تكريم تقديرا لما تقوم به جمعية البر من جهود مشتركة مع جمعية السرطان، تعمل جميعها على خدمة المجتمع بصفة عامة. هذا هو العام التاسع للحملة، وهو جهد مشكور لجمعية السرطان بقيادة رئيس مجلس إدارتها الأستاذ عبدالعزيز التركي، الذي يقود فريقا من العاملين المؤمنين برسالة الخير، يأتي في مقدمتهم الدكتور محمد الشيخ المدير التنفيذي للجمعية، وقد نجحت الحملة - حتى وقت كتابة هذه السطور- في فحص قرابة 926 سيدة في خلال عشرة أيام فقط، وقد وقفت بنفسي على تلك الجهود الرائعة التي تقوم بها رئيسة برنامج الكشف المبكر عن السرطان بالجمعية، الدكتورة إيمان المهوس، وهي نموذج للمرأة التي تؤمن بدورها القيم في المجتمع، وضرورة مشاركتها في خدمته بصدق دون انتظار أي عائد، فشكرا لها. همسة.. خدمة الناس وإسعاد النفس بإسعادهم، يدخل على النفس طمأنينة لا يشعر بها إلا من يجربها.