أكد أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد، أن سياسة المملكة تضع نصب أعينها أهمية توعية المجتمع والنهوض به ليصبح من المجتمعات التي يُشار إليها بالبنان ليس فقط في مجال التوعية، بل يتعدى ذلك إلى الأعمال التطوعية التي تخدم البشرية، فكيف لا ومملكتنا هي مملكة الإنسانية. وأشار إلى التعاون المثمر بين جميع الجهات والمتطوعين للوصول إلى توعية وتثقيف المجتمع عن الأمراض. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها بالإنابة عنه وكيل إمارة المنطقة زارب القحطاني، في حفل افتتاح حملة «الشرقية وردية 4» في قاعة الأندلس في الدمام، حيث توشحت القاعة باللون الوردي، كما حرص جميع أعضاء جمعية السرطان ومتطوعيها على إضفاء لمسة وردية على ملابسهم، حيث ارتدت السيدات عباءات مزينة بشعار الحملة وهو الربطة الوردية، بينما حمل البقية أوشحة وأزهاراً بيضاء.من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان في المنطقة، رئيس الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان الدكتور عبدالعزيز التركي، على أهمية التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي عبر جميع الوسائل التوعوية والمحاضرات والعيادة المتنقلة، مشيراً إلى توفير عيادة ثانية للوصول إلى أكبر عدد من النساء. وأضاف أن الحملة قد أصبحت علامة بارزة للمنطقة، ومازالت تستقطب السيدات من مختلف طبقات المجتمع، حيث تقام هذا العام في تسع مدن ومحافظات، حتى وصلت هذا العام إلى محافظة حفر الباطن.من ناحيتها، كشفت رئيسة حملة الشرقية وردية مسؤولة قسم الأشعة في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الدكتورة فاطمة الملحم، عن اكتشاف 28 سيدة مصابة بسرطان الثدي خلال الأعوام الأربعة السابقة، من أصل أربعة آلاف سيدة تقدمن للفحص، وقالت: «نحتاج ساهراً لكل منزل للتوعية بأهمية الكشف المبكر، فالسيدات حتى الآن لم يقتنعن بأهمية الفحص المبكر، وناشدت وزارة الصحة لتبني تجربة الجمعية، مفيدة أن هذا العمل كبير جداً على الجمعيات وحدها. وأضافت أن على وزارة الصحة أن تجعل الفحص المبكر إجبارياً للمرأة، مبيّنة أن المرأة في الخارج إذا لم تهتم بالفحص المبكر وأصيبت بالمرض لا تغطيها تكاليف التأمين الصحي. وذكرت أن الحملة ستنطلق هذا العام في جميع كليات جامعة الدمام في المنطقة الشرقية، مؤكدة على الدور الكبير الذي تقوم به الحملة في سبيل توعية المجتمع وتثقيف الشرائح كافة تجاه مرض سرطان الثدي.إلى ذلك، قالت بدرية القناص، وهي إحدى الناجيات من المرض: «أصبت بالمرض منذ عشر سنوات وتم استئصاله، وخضعت للعلاج الكيميائي والهرموني، ثم عاد لى بعد خمس سنوات وأجريت عملية استئصال كامل، وبالصدفة تعرفت على الجمعية السعودية للسرطان من خلال مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام قبل ثلاث سنوات، ومنذ وقتها أصبحت عضواً فعّالاً في لجنة الأمل التي تتكون من مريضات سابقات، وشاركت في زيارة المريضات وتوعيتهن والتخفيف عنهن والتحدث عن تجربتي كناجية، يشاركني في ذلك أطباء ومسؤولون ومرضى، بالإضافة إلى توعية المجتمع عامة، وأرى أن وعي المجتمع قد تطور كثيراً، ففي السابق السيدات كن يخشين الكشف عن المرض، والآن زاد الحرص على الفحص المبكر، وكوني ناجية من المرض أشعر بالقرب من المريضات وأشعر بالسعادة في إسعادهن والتخفيف عنهن، خاصة وهن في طور العلاج، بمنحهن الأمل»من جانبه، أكد مدير قسم الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتور مدحت فارس، حرص المستشفى على القيام بدوره العلاجي الذي أولاه عناية فائقة وفق المعايير والمقاييس العالمية ومواكبة المستجدات، إضافة إلى الدور الاجتماعي للتوعية تكميلاً لما يقدمه من رعاية صحية ومثابرة لرفع كفاءة العاملين على الجودة والنوعية في المجالات الصحية، مشيراً إلى أن سرطان الثدي من أكثر الأورام شيوعاً بين السيدات، ويلعب دوراً كبيراً في زيادة عدد الوفيات سنوياً في الوقت الذي تم خلال العقدين الأخيرين تطور ملحوظ في العناية بمرض سرطان الثدي.