أعلنت القوات العراقية أمس الاربعاء أنها أكملت «فرض الأمن» في كركوك خلال العمليات العسكرية التي قامت بها في الساعات ال48 الأخيرة ما أتاح لها استرجاع مناطق كانت تسيطر عليها قوات البشمركة الكردية في كركوك وديالى ونينوى. وفي نفس الوقت أمر رئيس الوزراء حيدرالعبادي ميليشيات الحشد الشعبي بالانسحاب من كركوك، طبقاً لقناة الحدث أمس. وأفاد بيان عن قيادة عمليات فرض الامن في كركوك ب «إكمال فرض الأمن لما تبقى من كركوك وشملت قضاء دبس وناحية الملتقى وحقل خباز وحقل باي حسن الشمالي وباي حسن الجنوبي». واضاف: «أما باقي المناطق، فقد تمت اعادة الانتشار والسيطرة على خانقين وجلولاء في (محافظة) ديالى، وكذلك اعادة الانتشار والسيطرة على قضاء مخمور وبعشيقه وسد الموصل وناحية العوينات وقضاء سنجار وناحية ربيعة وبعض المناطق في سهل نينوى في محافظة نينوى». وبدأت القوات الحكومية ليلة الاحد الإثنين عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق متنازع عليها مع الاكراد سيطر عليها هؤلاء خلال الفترة، التي اعقبت هجمات تنظيم داعش في يونيو 2014. وحددت لنفسها أهدافا أبرزها الحقول النفطية وأكبر قاعدة عسكرية في كركوك. وقد تمكنت القوات العراقية من التقدم سريعا، وانسحب الاكراد من مواقعهم دون مقاومة. وفي السياق، قال بيان للجيش العراقي أمس: إن القوات العراقية سيطرت على مناطق كانت خاضعة لسيطرة القوات الكردية في محافظة نينوى التي تضم مدينة الموصل في شمال البلاد. وذكر البيان أن مقاتلي البشمركة الأكراد غادروا هذه المناطق قبل وصول القوات العراقية أمس الأول. كان البشمركة قد فرضوا سيطرتهم على تلك المناطق خلال السنوات الثلاث الماضية في إطار الحرب على تنظيم داعش. وذكر البيان أن سد الموصل في شمال غربي المدينة من بين المواقع، التي استعادتها القوات العراقية من قبضة البشمركة. وردا على استفتاء أجراه الأكراد على الاستقلال الشهر الماضي انتزعت القوات العراقية، بدعم من ميليشيا الحشد الشعبي الذين دربتها إيران، منطقة كركوك الغنية بالنفط من قبضة الأكراد يوم الإثنين الأمر الذي غيّر من توازن القوى في البلاد. من جهة أخرى، دعا رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد، رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى التنحي عن السلطة، مضيفاً إن بارزاني سيقدم خدمة كبيرة لشعب كردستان عند استقالته من منصبه. ويعتقد أن هذه الدعوة هي استثمار انتهازي لنتائج الأحداث في حدود كردستان. وكان بارزاني قد تعهد، الثلاثاء، بالحفاظ على إنجازات الأكراد على الرغم من انتكاسة كركوك. وفي أول كلمة له بعد أن سيطرت قوات الحكومة العراقية، الإثنين، على مدينة كركوك الغنية بالنفط، قال بارزاني: إن «الشعب الكردي دافع عن هويته وتعرض لمجزرة». وأوضح بارزاني: أن «ما حدث في كركوك كان بسبب قرارات فردية من سياسيين كرد»، مضيفاً: «نطمئن الأكراد أننا سنحافظ على مكتسباتهم». وشدد رئيس إقليم كردستان على أن «القوات الكردية ستعيد انتشارها بالمناطق التي كانت فيها قبل تشرين الأول 2016». كما اعتبر أن الاستفتاءعلى انفصال كردستان هو السبب وراء سيطرة القوات العراقية على كركوك، مضيفاً إن «استفتاء الاستقلال لن يضيع هباء».