تجددت قبل يومين وتحديدا مساء أمس الأول حالة من الخوف والقلق لدى أهالي مدينة العيون؛ بسبب انبعاث روائح مزعجة وكريهة من أحد المصانع في المدينة الصناعية الأولى التابعة لمدن والواقعة بمدينة العيون، وهو ما جعل الأهالي يعبرون عن تذمرهم الكبير لما حدث وسط مطالب عاجلة بتشكيل لجنة مختصة؛ للوقوف على الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة؛ حفاظا على سلامة الجميع، وقد علق بأذهان الأهالي حادثة تسرب الأسيد التي وقعت بالمدينة ذاتها قبل عدة سنوات. المصرف المكشوف بالمدينة مدني الشرقية مطمئنا وبدوره، أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية العميد منصور الدوسري، ردا على استفسار (اليوم) حول انبعاث روائح كريهة من المدينة الصناعية الأولى التابعة ل «مدن» والواقعة بمدينة العيون مساء أمس الأول، أنه تم وقوف دوريات السلامة التابعة للدفاع المدني ومندوب من هيئة «مدن» على الموقع بعد ورود بلاغات عن انبعاث روائح كريهة، مشيرا إلى أن الوضع مطمئن ولا يوجد ما يدعو للقلق، ومؤكدا أنه سيتم متابعة ذلك من قبل الدفاع المدني بالتنسيق مع هيئة «مدن». البلدي يتلقى البلاغات وبيّن عضو المجلس البلدي بالأحساء للدائرة الرابعة عبدالرحمن السبيعي، أنه وفي ليلة الاثنين الماضي شهدت مدينة العيون انبعاث روائح مزعجة من أحد المصانع داخل المدينة الصناعية الأولى التابعة ل «مدن»، وأنه تلقى اتصالات عديدة من الأهالي يعبرون عن تذمرهم لما يحدث. منازل الأهالي مجاورة للمدينة الصناعية الأولى وتساءل السبيعي متعجبا: أين هيئة «مدن» عن هذه الانبعاثات الغازية؟ وهل هذا هو أول التأهيل والتصحيح الذي وعدوا به من قبل؟! فهذه هي الحقيقة المؤلمة التي تعيشها مدينة العيون وأهاليها، وتابع: نحن نعيد ونكرر المطالب بإبعاد ووقف المصانع الكيميائية التي تسبب الخوف والهلع للأهالي نتيجة هذه السموم المنبعثة والخطيرة منها، موضحا أنه وفور تلقي بلاغات الأهالي تم التواصل مع مدير الأمن والسلامة بهيئة «مدن» أحمد الهليل لنقل معاناة الأهالي وإشعاره بما حصل، مشيدا بالوقت نفسه بالتفاعل الكبير من مدير الأمن والسلامة في التحري من الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية تجاه ما حصل، مؤكدا أن الإجراءات التي اتخدتها هيئة «مدن» تفيد بأنه تم إيقاف نشاط المصنع المتسبب بانبعاث هذه الروائح حتى يتم استيفاء الشروط المطلوبة. وأكد السبيعي أن المجلس البلدي بالأحساء وبناء على توجيهات رئيس المجلس أحمد الجعفري، بدأ بالعمل الفوري مع هيئة «مدن» لعقد اجتماع خلال الفترة القادمة بطلب من المجلس البلدي؛ من أجل وضع الحلول المناسبة للمشاكل التي يواجهها أهالي مدينة العيون بسبب المدينة الصناعية الأولى وما ينتج منها من أضرار. والجدير بالذكر أن مدينة العيون شهدت قبل عدة أعوام حادثة لتسرب الأسيد الناتج من أحد المصانع بالمدينة الصناعية الأولى بمدينة العيون والتي أثارت الهلع الكبير لدى الأهالي. ..ومنازل أخرى تحت الإنشاء فيما طالب عدد من الأهالي باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه تلك المصانع الخطيرة والعمل على إيقاف نشاطها؛ حفاظا على سلامة الجميع وهو ما طالب به المواطن محمد السبيعي الذي أكد أن هناك مصانع تشكل خطرا كبيرا مطالبا بإيجاد حلول عاجلة للمصرف المكشوف الذي تنبعث منه الروائح. وقال المواطن خالد السليم: ما حدث من انبعاث الروائح هو مؤشر حقيقي للضرر الكبير وتجاهل أصحاب هذه المصانع للأهالي وعدم مراعاة صحة المواطن وحتى البيئة مطالبا بنقل جميع المصانع الضارة. وأكد المواطن غازي السهلي أن من الأهالي من لزم بيته ولم يخرج منه وفضل البعض مغادرة المكان إلى مواقع آمنة؛ خوفا على صحتهم. «مدن»: إجراءات مشدَّدة لاحتواء تسرُّب الغاز أكدت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، التزامها بلعب دورها الرئيسي في المحافظة على جودة البيئة في مدنها الصناعية وضمان خلوها والمناطق الحاضنة لها من الملوثات، مُشددة على جديتها في إلزام المصانع بالضوابط البيئية وخاصة المنشآت الصناعية التي قد تُضر بالبيئة أو بصحة المواطن. وكشف مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي ب«مدن» بندر الطعيمي ردا على استفسار «اليوم» حول الرائحة المنبعثة من احد المصانع في المدينة الصناعية الأولى بالاحساء، عن تحرك سريع لإدارة «مدن» واحتوائها لمشكلة تسرُّب غازات من أحد المصانع بالمدينة الصناعية بالأحساء وتعاملها مع الأمر وفقا للإجراءات المشدَّدة التي تتبعها «مدن» في مثل هذه الحالات. وأشار الطعيمي إلى حرص «مدن» والتزامها بتوفير بيئة نقية وآمنة في كل مدنها الصناعية، حماية للمجتمع والأجيال القادمة من التلوث، وضمانا لسلامة العاملين فيها والقاطنين حولها، وذلك عن طريق تطبيق برامج متقدمة لمراقبة وحماية البيئة، من أبرزها محطات مراقبة جودة الهواء لقياس نسبة الغازات في الهواء «SO2، NO2، H2S»، فضلا عن تنفيذها زيارات ميدانية دورية على المصانع عالية الخطورة، للكشف على نشاط المصنع وتنفيذ اختبارات المداخن، ثم متابعة معالجة الملاحظات وتوثيقها إن وُجدت. وأوضح أن «مدن» وللمزيد من الحرص، قامت بتطبيق نظام «مدن للإدارة البيئية» الذي يقوم على تواجد 7 محطات قياس جودة هواء ثابتة في 7 مدن صناعية، ومحطة واحدة متنقلة يتم توزيعها على بقية المدن الصناعية، بالإضافة لاختبارات المداخن في 10 مدن صناعية، بجانب تطبيقها لبرامج التفتيش البيئي للمنشآت الصناعية وفق نظام (ISO 14001)، وتقييم الطلبات الصناعية البيئية، وتصحيح المخالفات والممارسات الضارة بالمحيط العام، وتأهيل المناطق المتضررة، إضافة إلى تقديم التوعية على المستويين الداخلي والخارجي. وأضاف أن «مدن» قامت بتفعيل نظام البلاغات 1920 الذي يستقبل كافة الشكاوى والملاحظات من المدن الصناعية وكذلك عن طريق تطبيق الهواتف الذكية، وهو ما يحظى بآلية متابعة دقيقة لضمان معالجة الملاحظات التي ترد للإدارة المعنية.