وصف رئيس منتدى «عبقر» الشعري الشاعر عبدالعزيز بن حمود الشريف بعضا من المنتسبين للوسط الثقافي بالمنظرين المعطلين لتقدم الثقافة «الذين ليس لوجودهم فائدة تُذكر، ويستكثر الفرد منهم دفع مبلغ زهيد لبطاقة تُمثل صوته، مرددا بين وقت وآخر أن له موقفا من النادي، ومثل هؤلاء لا مكان لهم» مؤيدا انتخابات مجلس إدارات الأندية، ومع ترسيخ هذه التجربة الفريدة التي تعلمنا كيفية تداول الأدوار فيما يخص الشأن الثقافي، ودائما ما كنا ندعو إليها وعبر 30 سنة، والآن عندما تحققت يأتي من يحاول تشكيك ونسف التجربة برمتها، فالواجب أن نحترم كلمة الصندوق الانتخابي مهما كانت النتيجة، ونعالج أي خلل في التنفيذ ومع الأيام ومع تكثيف التجربة نصل إلى الهدف الذي نتطلع إليه دوما «موضحا أن تأجيلها مرة بعد أخرى ما هو إلا مزيد من تكثيف العمل المؤسسي والعمل به في المستقبل، وتأجيلها أمر جيد إذا كان لتلافي عيوب التجربة الأولى وتجاوز إرهاصاتها.. مدركا في الوقت نفسه أن أي تجربة أولى لا بد أن يُخالطها خلل في التنفيذ ولا يعني ذلك فشلها. مُبينا أن النوادي الأدبية كيانات ثقافية لها تاريخها وعراقتها وبمثابة ذاكرة الأمم، ولا ترتبط بأشخاص وأسماء عابرة. كان هذا في سياق حوار أجرته «اليوم» مع الشريف والذي تطرق فيه للحديث عن منتدى عبقر وكونه رئيسا له قائلا: «انطلق منتدى عبقر الشعري قبل خمس سنوات من هذا التاريخ تقريبا، حرصنا أنا وفريق العمل -الذي أتشرف بالعمل معهم، ونعمل جميعا بروح التطوع الثقافي- على تقديم مشهد ثقافي جاد لمدينة (جدة) والتي تعج بالحياة والناس والتاريخ والتراث والسياحة والمواسم الثقافية وتمثل بوابة مهمة للمملكة العربية السعودية كرسالة تمد جسور التواصل الشعري بيننا والآخر، سواء بالداخل أو على امتداد الوطن العربي والتركيز على البعد المكاني الإبداعي، وتقديم الموضوعات الشعرية، وأن تكون نافذة شعرية صادقة لكل التوجيهات والأجناس الشعرية». مضيفا: وعلى مدار الخمس السنوات الماضية تم استضافة أكثر من سبعين شاعرا وشاعرة من كافة مناطق المملكة والعالم العربي وبصحبة قراءات نقدية لعدد من النقاد كالدكتورعالي القرشي والدكتور سعيد السريحي والدكتور يوسف العارف والدكتورة أميرة كشغري. وحول فكرة المنتدى الشعري أفاد الشريف قائلا: ولدت الفكرة عندي من وقت مبكر لاسيما وكنت أهجس بمنتدى شعري مختلف يحظى بالحضور والجماهيرية والعمل المؤسسي البعيد عن الشللية والمحسوبيات والانحياز لمدرسة شعرية معينة، وتنطلق منه كل الأصوات الشعرية الشابة دون إغفال للأسماء ذات التجربة العميقة والمميزة في مشهدنا الثقافي، وبعد انتخاب مجلس الإدارة الحالي طرحت الفكرة إثر اجتماع الجمعية العمومية، وتم الترحيب بالفكرة من مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الذين باركوا الخطوة، وتم البدء في تنفيذ المقترح ومن دون صعوبة تُذكر والذي يحمل رسالة وأهدافا وآلية ثقافية، فقد كانت خطة العمل جاهزة وواضحة وتلقفتها الإدارة الحالية ممثلة في سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي رئيس مجلس إدارة نادي جدة الأدبي بكل التقدير والدعم اللا محدود، وهذا أمر انعكس على مخرجات منتدى عبقر الشعري وعلى مدار السنوات الخمس السنوات الماضية. وعن المعايير التي ينهجها منتدى عبقر أكد الشريف حرصه وفريق العمل معه على الابتعاد عن الشللية والمحسوبية قائلا: منتدى عبقر الشعري منبر للجميع دون تمييز أو انحياز إلا للفن والإبداع والجمال، وشعارنا إبداع لا حدود له ولا يحكمه جنس أو لون، وكل الأصوات الشعرية الجادة تتنفس فيه بحرية ودون وصاية أو أستاذية فارغة، علاوة أن يكون الضيف ذا اهتمامات أخرى إلى جانب الشعر كالصحافة أو الكتابة في القصة والرواية، وكذلك جوانب الحياة العلمية والإدارية. وفي ختام حديثه، كشف عن نية منتدى عبقر الاحتفاء بتكريم كوكبة من الشعراء الذين رحلوا عن دنيانا ولم تخدمهم المرحلة، أو أنهم اختاروا العزلة الاختيارية، ونسعى إلى تكريمهم من خلال جذب القطاع الخاص لكي يشاركنا في هذا العمل النبيل والذي يترجم معاني الوفاء للمبدعين الذين غادرونا.