يمارس نظام الحمدين في الدوحة عملية سحب الجنسية من مواطني قطر، في سياسة قمعية مخالفة لمواثيق حقوق الإنسان، ظنا منه أنها ستحميه من النفق المظلم الذي أدخل نفسه وبلاده فيه. وتعدت ممارسات هذا النظام لتلحق الأذى حتى بأفراد من الأسرة الحاكمة نفسها يقبعون الآن في أقبية السجون المظلمة، وذلك عقب الرفض الشعبي المتواصل لسياسات النظام الداعمة للإرهاب والحاضن للجماعات المتطرفة، علاوة على تآمره مع أعداء الخليج والعالم العربي. كما يمنح نظام الدوحة الجنسية لمطلوبين فارين من موطنهم الأصلي لأسباب عديدة، أبرزها التخابر والخيانة. ويتعرض عدد من القبائل القطرية، التي لا توافق على سياسة نظام الحمدين، إلى غضب حكام الدوحة، إذ يعترضون على سياساتها في دعم الإرهاب، وتمويل التنظيمات المتطرفة، حيث جاء آخرها سحب الجنسية من شاعر المليون، محمد بن فطيس المري، وذلك بحجة مساندته السعودية على حساب الحكومة القطرية. إلهاب المشاعر وألهب هاشتاق سحب جنسية ابن فطيس صفحات التواصل الاجتماعي، التي اعتبرت سحب السلطات القطرية جنسية الشاعر محمد بن فطيس المري قراراً جائراً. ولم يكن القرار هو الواقعة الأولى ضد قبائل قطر، إذ قامت السلطات القطرية أخيراً، بانتزاع جنسية شيخ شمل قبيلة بني هاجر، الشيخ شافي بن ناصر بن حمود آل شافي الهاجري، بعد استنكاره سياستها في التعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي. وكان الشيخ شافي الهاجري قد أفاد في تصريح ل«العربية نت» بأن خبر سحب جنسيته ورده بعد لقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع شيوخ القبائل. وأشار الهاجري إلى أن قبيلة بني هاجر تمثل ربع سكان دولة قطر، ويشكلون نسبة كبيرة من موظفي الجهات الحكومية والخاصة، ولهم دور بارز مع مؤسس قطر الشيخ جاسم. ووصف ابن فطيس، الذين تطاولوا على السعودية منذ بدء الأزمة بالرعاع، وقال: «إذا كان التطاول على الأوطان خطاً أحمر، فإن التطاول على المقدسات، وخادم الحرمين الشريفين والعلماء خط من نار، لا نسمح بتجاوزه، أو التعدي عليه». ودان تجمع قبلي عقد في محافظة النعيرية، بمشاركة واسعة من قبائل الجزيرة العربية، استهداف سلطات الدوحة مكونات المجتمع القطري ونزع جنسياتهم، بسبب موقف من الأزمة التي تعانيها قطر. شجاعة المري كذلك أشاد الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين بشجاعة أمير قبيلة آل مرة الشيخ طالب بن لاهوم بن شريم المري، ورفضه كل التهديدات، وعدم قبوله «توجيه، ولو كلمة سوء واحدة في حق المملكة العربية السعودية وقيادتها»، قائلاً: «ابن شريم رفض كل ذلك لأنه النبيل صاحب الوفاء والأمانة، ولم يتنكر لأصله ولم ينسَ تاريخه وأهله». وأكد ابن حثلين، خلال حفلة أقامها للقبائل في مركز نطاع بوادي العجمان، احتفاءً بالشيخ طالب بن لاهوم بن شريم وانتصاراً له ولقبائل آل مرة، «وقوف قبائل يام بكاملها مع الشيخ ابن شريم وقفة رجل واحد، فيما تعرض له من سحب الجنسية»، لافتاً إلى أن «الجنسية القطرية ليست قَدْرَهُ ولا قيمته، لكنها حقه الذي لا يجوز التعدي عليه». وأشار إلى أن يام «تعد أسرة واحدة متماسكة، وهي اليوم أكثر قوة وتماسكاً في ظل وطن مهيب أرساه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ورعاه أبناؤه من بعده»، مبيناً أن يام «أسرة واحدة ضمن كيان عظيم ورجال شداد، تحت راية ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، وجنود لرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان». وفي سبتمبر قررت السلطات القطرية سحب الجنسية من شيوخ قبائل معارضة للحكومة ونحو 50 من أفراد أسرتهم، ومصادرة أموالهم. وقررت الحكومة القطرية إسقاط الجنسية من قبيلة آل مرة. وقال محمد المري، أحد أعيان القبيلة: إن قطر قررت إسقاط الجنسية عن شيخ قبيلة آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم، ومعه نحو 50 من أفراد أسرته وقبيلته، بالإضافة إلى شيخ قبيلة بني هاجر، ومصادرة أموالهم. رصاصة الرحمة أكدت مجلة «فوربس» الأمريكية أن قطر تحاول التمسك بشريان الحياة بمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وظهر هذا من خلال تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والتي أكد خلالها أنه يشعر بوجود رغبة لدى الرئيس الأمريكي لإنهاء الأزمة العربية. وتابعت «فوربس»: إن ترامب بالتأكيد لديه هذه الرغبة، ولكن هذه التصريحات تدل على أن «آل ثاني» لا يحترم الرئيس الأمريكي ولا يفهم الفلسفة التفاوضية له. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب سيسمح لقطر بالغرق، ومن ثم إنقاذها في اللحظات الأخيرة من أجل الحصول على المزيد من التنازلات، والتى ستتضمن إنهاء الدعم القطري للجماعات الإرهابية، والتوقف عن استخدام قناة «الجزيرة» كواق ومنبر للإرهابيين، وإنهاء كافة أشكال الدعم المالي المقدم لإيران التي تتهمها الإدارة الأمريكية بإدارة وبناء ترسانة من الأسلحة النووية وتقدم كافة أشكال الدعم المادي للإرهابيين، مؤكدةً أن ترامب سيسجل من هذه الصفقة واحدة من أكبر الانتصارات في الحرب على الإرهاب دون أن يطلق رصاصة واحدة.