غدا تبدأ زيارة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- إلى روسيا؛ تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي زيارة هامة، سوف تركز على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وتجذير وتعميق علاقات التعاون بينهما لما فيه مصلحة الشعبين، ومن المعروف أن العلاقات بين البلدين جيدة للغاية، ولا بد من استثمارها للتعاون في مجالات جديدة. وتتمتع المملكة وروسيا بأثقال سياسية واقتصادية سوف تمكنهما من بحث القضايا العالقة، سواء على مستوى إقليمي أو دولي، فاهتمامات البلدين تنصب في روافد معالجة سائر القضايا في بؤرها الساخنة؛ للوصول إلى أنجع السبل المفضية إلى إحلال السلام والأمن في كافة أرجاء المعمورة والعمل على احتواء ظاهرة الإرهاب في كل مكان، والمملكة وروسيا مؤهلتان لبحث تلك القضايا والأزمات. وللزيارة أهميتها الخاصة بالنسبة للمملكة وهي تشرع في تطبيق رؤيتها الطموح 2030 وهي رؤية تقتضي إبرام المزيد من الاتفاقيات المشتركة مع سائر دول العالم، لا سيما الصناعية منها لتفعيل المشروعات المشتركة بين المملكة وتلك الدول؛ من أجل توطين الصناعة بالمملكة والدخول في مشروعات استثمارية مجدية بينها وبين تلك الدول ومن بينها روسيا. لقد وقعت المملكة سلسلة من اتفاقيات الشراكة بينها وبين عدد من الدول الصناعية الكبرى، وتؤكد المملكة دائما على أهمية دفع مختلف الشراكات بينها وبين الدول الكبرى إلى الأمام؛ بغية تفعيلها بما يعود على المملكة وكافة تلك البلدان بمصالح مجدية ومستمرة. ويهم المملكة من جانب آخر تبادل وجهات النظر مع الروس حيال جملة من القضايا العالقة في المنطقة، والعمل على حلحلتها وتسويتها بما يحفظ مصالح دول المنطقة، والوصول بتلك الأزمات والقضايا إلى بر الأمان، فمناقشة تلك القضايا على أرفع المستويات يمنح فرصة مواتية لمعالجتها بطرائق تعزز مبادئ السلم والأمن الدوليين. هي زيارة هامة، سوف تعطي المملكة فرصا كبرى لعقد سلسلة من الشراكات، التي يهم المملكة التوقيع عليها مع روسيا، كما أن المملكة من جانب آخر تريد الوصول إلى تسويات عقلانية لكل الأزمات والقضايا العالقة في المنطقة الإقليمية والدولية، فالرغبة ملحة للوصول إلى قرارات تؤدي إلى حلحلة تلك الأزمات، بما يعطي فرصة لشعوب العالم؛ كي تنهض بمقدراتها وتحقق إنجازاتها في النهضة والبناء. الحروب والأزمات الطاحنة التي تمور في كثير من الأقطار والأمصار يمكن معالجتها من خلال لقاءات قمة، كما هو الحال مع زيارة الملك سلمان لروسيا، كما أن بإمكان تلك القمم أن تحقق الكثير من الخطوات العملية لاحتواء ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر الإرهابيين في كل مكان، فسائر الملفات السياسية والاقتصادية سوف تطرح أمام الزعيمين في البلدين الصديقين؛ لمناقشتها والوصول إلى نقاط مشتركة لتفعيلها وتحقيقها.