بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني وبرعاية وحضور صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود حرم أمير المنطقة الشرقية، نظم جاليري ضاوي للفنون بالخبر معرض «الوطن بالفن ضاوي»، بمشاركة العديد من الفنانين، ليكون جزء من ريع المعرض لجمعية سند. المعرض تميز بأجواء احتفالية فنية استمرت أربعة أيام من 26 إلى اليوم السبت 30 سبتمبر، عبّرت عن الاعتزاز بالوطن وبقادته وبالسياسة الحكيمة بفخر لكل ما أنجز من أجل رقي وتطوّر المملكة، وهو ما أكدته المشرفة على المعرض ومؤسسة جاليري ضاوي للفنون مضاوي بنت منصور الباز بقولها: «إن الهدف من المعرض يكمن في إبراز مدى أهمية الفن والثقافة في خدمة الوعي بالوطن والمساهمة الفعالة في النهوض بالفكر والحس والاعتزاز والتعبير عن تاريخ المملكة من خلال الفنون التشكيلية». من أعمال محمد الشنيفي يعبّر المعرض عن مدى تطوّر التجربة التشكيلية السعودية الأكاديمية المحترفة، وكذلك العصامية بين أجيال متفاوتة اتّخذت من الفن أسلوبها الراقي ليبرز الأفكار التي تجسدت في الألوان والانفعالات والإحساس بالوطن والولاء، وهو ما ميّز رؤى واختيارات ضاوي جاليري الذي فسح المجال لعرض أعمال كل من: صالح الشهري، محمد آل شايع، محمد الشنيفي، آلاء المبارك، أمل فلمبان، دعاء البدر، محمد الريس، صالح حمزاوي، سمير الدهام، عبدالله التمامي، فهد النعيمة، فهد الجحيلان، رغد عبدالواحد، نادر العتيبي، علي النجمي، عبدالله ادريس، كما قدّم أيضا أعمال الراحلين محمد سيام وخالد العبدان. طرح المعرض التجارب التشكيلية السعودية باختلاف الأساليب من الكلاسيكي التعبيري، الواقعي والانطباعي إلى الحديث السريالي والتجريدي والمعاصر من خلال التجارب المفاهيمية والرقمية، حيث لم ينفصل أي تشكيلي عن وطنه فالكل انطلق من عمق انتمائه ليعبر بحرية أعمق عما ورائيات الصورة ليستفز الجمال لونا وفكرة وتداخلا وانفعالا، فالتشكيلي صالح الشهري غاص في البيئة بأسلوبه المميز ونهل تفاصيل التراث وعلاماته الرمزية وخصوصياته المميزة، التي عبّرت عنها أيضا التشكيلية دعاء البدر التي ابتكرت خامات جديدة في الرسم مثل «الطبل» اعتمدته كتراث وحوّلته إلى محمل لأفكار ولوحة فنية متكاملة عبّرت عن الوطن وتراثه الزاخر بالرسم الذي عكس البيئة وبالحرف العربي من خلال كتابات وطنية والنشيد الوطني، والزخرفة الإسلامية، والتشكيلي محمد الريس الذي طرح بصدق مراحل التطور القيادي في المملكة بوفاء مازجا الزيت والقماش والحبر والورق بكل تقنيات الجمالية مع الفكرة التي عكست قيم الشموخ والاعتزاز والهوية الأصالة، ولم يتغافل المعرض عن الطاقات الشابة الهاوية للفن بموهبة مدهشة انغمست في التعبير الحداثي بابتكارات للفكرة والخامات ومن خلال التجميع وعناصر البلاستيك المقوى قامت الفنانة العصامية آلاء المبارك بالتعبير عن الوطن المحبة والعزّة والشموخ ببساطة غارقة في الحلم وبحقيقة تلامس الفخر بوطن يرتقي إلى مراتب العلا بعمل «رؤية 2030» بتصميم من البلاستيك لشعار المملكة وتجميع لخطوط ملونة تعني تنوع الطاقات والاستمرار والتدفق بالعلم والمعرفة بالثقافة والعمل وبسواعد الانسان، معبرين هؤلاء الفنانين وبكل ثقة عن أفكارهم الوطنية، التي تحمّلت سخاء المشاعر المتدفقة من الوجدان بإحساس صادق للانتماء للوطن والاعتزاز به.