قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد: «إن الإجراءات التي اتخذتها بلاده بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر ضد قطر تهدف لوقف دعمها للإرهاب»، مؤكدا أن هذه الإجراءات سيادية وتنسجم مع القانون الدولي، وجدد مواصلة بلاده العمل ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة على المسارين السياسي والإنساني؛ لتلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية للشعب اليمني خاصة النساء والأطفال وإعادة الاستقرار إلى اليمن. وشدد الوزير الإماراتي على أن الدول الأربع اتخذت التدابير اللازمة لوقف دعم قطر للإرهاب، وتابع قائلاً: «خيارنا واضح وهو الوقوف ضد الإرهاب وعدم التسامح مع من ينشر ويدعم الإرهاب»، مؤكداً أن بلاده تقوم على نشر قيم السلام وتعرية خطاب التطرف. وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد خلال الخطاب الذي أدلى به أمام الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الجمعة: «اتخذت دولة الإمارات مع كل من الأشقاء في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين تدابير تهدف إلى وقف دعم دولة قطر للتطرف والإرهاب ودفعها لتغيير سلوكها الذي يسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة»، وفق ما أوردت وكالة أنباء الإمارات. أمن الخليج وتابع وزير الخارجية الإماراتي: «نؤكد هنا على أننا ملتزمون بالحفاظ على مصالحنا الوطنية وأمن خليجنا العربي واستقرار منطقتنا، فتحالف البعض مع أنظمة إقليمية غاياتها تقويض السلم والأمن في العالم العربي والعالم هو رهان خاسر وغير مقبول، فلا بد من توحيد الصفوف ضد التطرف والإرهاب والتصدي للممول والمروج والمبرر». وأضاف الشيخ عبدالله: «خيارنا واضح ولا بديل عنه وهو الوقوف ضد الإرهاب بكل صوره وأيا كان مرتكبوه، وعدم التسامح إطلاقا مع من ينشر العنف والذعر والدمار بين الأبرياء أو التهاون مع أي طرف يقدم يد العون والملاذ للجماعات الإرهابية، لذلك اتخذت بلادي مع أشقائها في المنطقة هذه التدابير السيادية ضمن نطاق القانون الدولي؛ بهدف حماية الأمن القومي العربي والتصدي لدعم قطر للإرهاب». إلى ذلك، جدد عبدالله بن زايد رفض بلاده لسياسات إيران في التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، مؤكداً تمسك الإمارات بحقها السيادي على الجزر الثلاث التي تحتلها إيران. وأيد وزير الخارجية الإماراتي تشديد الرقابة على برنامج إيران النووي والتقييم المستمر للاتفاق النووي، مؤكداً أن طهران انتهكت روح الاتفاق، وأضاف: إن تكلفة أزمات المنطقة باهظة في الأرواح والممتلكات، وأشار إلى أن مخرجات قمة الرياض أكدت الوحدة العربية والإسلامية لمحاربة الإرهاب، وأوضح مواصلة نهج بلاده الإنساني في دعم اللاجئين، مندداً بالعنف والتشريد الجماعي لمسلمي الروهينجا في ميانمار. دور المملكة وثمَّن وزير الخارجية الإماراتي دور قيادة السعودية للتحالف العربي لاستعادة شرعية اليمن، وتقديمها الدعم الإنساني للشعب اليمني، مؤكداً أن الإمارات ستستمر في دورها الفاعل ضمن التحالف العربي، ودان ما تقوم به ميليشيا الحوثي الانقلابية من تدمير وتخريب في اليمن. من جانبها، جددت المملكة الخميس موقفها بأن حل أزمة قطر سيكون خليجيا، مؤكدة أن هناك أدلة ووثائق تدعم الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع الداعية ضد الإرهاب وتدين قطر. فيما زعم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «أن الدول المقاطعة لبلاده خططت لإخضاع قطر لوصاية شاملة»، وقال: «إن بلاده عانت من حملة تحريض إعلامية شاملة»، مدعيا أنه «لا توجد أي أدلة للاتهامات التي تم توجيهها إلى قطر». وصرح وزير الخارجية عادل الجبير في لقاء تلفزيوني أمس الأول أن حل الأزمة القطرية سيكون خليجيا، وأكد أن هناك أدلة ووثائق تدين الدوحة. وقال لقناة العربية: «على قطر وقف دعمها للإرهاب والتطرف، ووقف خطاب الكراهية والتحريض والتدخل في شؤون الدول»، وشدد على أنه «يجب على قطر الالتزام بمبدأ مكافحة الإرهاب». وزاد الجبير: «إن قطر تدخلت في المملكة والإماراتوالبحرين والكويت ومصر، وتدخلت لإشعال الفتنة بين السلطة الفلسطينية وحماس، وهذه أمور معروفة»، وأضاف: «هناك أفراد مطلوبون لدعمهم الإرهاب ويعيشون معززين مكرمين في قطر». موقف ثابت من جهته، قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: «إن الدول الأربع باقية على موقفها في مقاطعة دولة قطر، في الوقت الذي لم نتوصل فيه إلى أرضية مشتركة للوصول إلى حل الأزمة». وأوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة «أن أزمة قطر يجب أن يكون لها حل جذري وجدي حتى لا نضطر للعودة إلى الخلاف بعد فترة». وأشار آل خليفة في حديث تلفزيوني إلى «أن خطاب الشيخ تميم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يأت بأي جديد، بل هو نفس الكلام ونفس الموقف وذلك لا يخدم الحل». وشدد وزير الخارجية البحريني على «أن كل المؤشرات لا توحي بأن هناك رغبة من الدوحة لحل الأزمة، ولم نر أي مبادرة لذا سنتمسك بموقفنا من المقاطعة». في المقابل، وصف آل خليفة الموقف الأمريكي بأنه «واضح ومساعد، لأنهم يرغبون في الوصول إلى حل لضمان استقرار منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام، ونقدر لهم هذا السعي فنواياهم سليمة ورغبتهم حقيقية لإنهاء الأزمة». وسبق أن شدد وزير الخارجية المصري سامح شكرى في تصريحات صحفية بنيويورك على «أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تحملت العديد من الجرائم المتمثلة في الهجمات الإرهابية التي استهدفتها». وأضاف شكري: «سنتصدى بقوة لكافة محاولات دعم التنظيمات الإرهابية، وسنواصل جهودنا مع التحالفات الدولية للقضاء على الإرهاب في العالم كافة والمنطقة العربية خاصة».