في ظروف صحية صعبة يرقد الزميل الكاتب والشاعر والروائي حسن السبع على السرير الأبيض. السبع الذي اثرى الساحة كثيرا بإبداعاته ومشاركاته توقف العديد من المثقفين عند حالته التي يمر بها الآن متمنين له الشفاء، ومطالبين بالوقوف معه وحوله من كل الجهات المعنية ليتخطى تلك الحالة. الدعاء والأمل يقول عضو مجلس الشورى الباحث د.احمد الشويخات: دائما كنت أقول ان الكتابة بالنسبة لي عن الأستاذ حسن السبع ذات شجون، فهو صديق وقريب ورفيق عمر وتجمعني به ذكريات واهتمامات أدبية وثقافية، ومشاكسات لذيذة أيضا، ولكن الآن أقول ان كتابتي عن حسن أمر مخيف يتماوج بين الدعاء والأمل والرجاء، والخشية والوحشة. وأضاف: حسن، أكرمه الله وأكرمنا بشفائه، يرقد في المستشفى. وحين ناديته «حسن، يا صديقي، انهض» لم يجب. ليس سوى صوت التنفس في فضاء غرفة العناية المركزة، وهو ما يعيد موضوع واجب خدمة الأديب والفنان والمشتغلين بالثقافة والإبداع. فليس كثيرا، بل من الواجب، أن تبادر الجهات المعنية بتوفير أفضل علاج للصديق الأديب حسن السبع. وختم د.الشويخات حديثه: لا نملك، نحن محبي حسن السبع، في هذه اللحظة سوى الدعاء له بالشفاء العاجل، والمطالبة بعلاجه في أفضل مكان لمتابعة حالته، أتذكر أن جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية ونادي الخليج بسيهات نظما حفل تكريم مستحق لأديبنا حسن، ما أرجوه هو ان يعود إلينا حسن في أقرب وقت، ويستمر تكريمه. صندوق الأدباء من جانبه، قال الناقد سعد الرفاعي: لا يخفى أن الشاعر حسن السبع قامة أدبية نعتز بها وبنتاجها.. واذا كان الانسان جديرا بمد يد العون له في المحن، فما بالكم به وبأمثاله من أدباء الوطن وشعرائه، ولعل ذلك يقودنا إلى قضية صندوق الأدباء وأهمية تفعيله، وانني لعلى ثقة ان قادة هذا الوطن المعطاء يثمنون اسهامات الأدباء وعطاءاتهم، ولهم مواقف مشرفة مع حالات إنسانية كحالة الشاعر السبع شفاه الله وعافاه. حضور دائم فيما قال الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل إنه صدم عندما علم بخبر مرض الزميل حسن السبع، وقال: هو بالنسبة لي صديق عزيز لم يغب عن المشهد الثقافي بشعره وأدبه حتى في عدم حضوره أحيانا، فالكل قد انس أبو نزار وأحبه لدماثة خلقه وتواضعه وحضوره البديهي في التعليق على بعض المواقف بسخرية لاذعة لا يملكها الا هو، لقد زاملته وعرفته عن قرب أثناء العمل متعاونين في (اليوم) في التسعينيات الميلادية من القرن الماضي، وبالتحديد في الصفحة الثقافية مع مجموعة رائعة من الأصدقاء، فكان العمل لا يحلو إلا بحضور أبو نزار، وتعليقاته المحببة من الجميع، وظل أبو نزار كذلك دائما كما هو في الحياة في كل مكان له حضوره المتميز الذي يحترمه ويحبه الجميع. لذلك أتمنى من الله العزيز القدير ان يشفيه عاجلا وليس آجلا ويعود الى اهله ومحبيه، كما أتمنى ان ينال التقدير والتكريم اللائق به. روحه الجميلة وشارك الشاعر د.احمد قران في الحديث عن حسن السبع فقال: هذا الأيقونة الإنسانية والإبداعية الجميلة، حين يتعاطى بابتسامته مع الأصدقاء بمحبة ومع الشعر بشفافية يشعرك وأنت معه بمكانة عالية، تحس وانت معه بروح تتصاعد في فضاء الجمال، يأخذ من السخرية أحيانا سلاحا لمقاومة الانكسارات وأحيانا للغوص في أرواح الأصدقاء. حسن السبع متصالح مع نفسه ومع الآخرين، اقتسمنا مع بعض العديد من الأمسيات التي جمعتنا صدفة أحيانا وبترتيب مسبق أحيانا أخرى، وهو في كل تلك الحالات الشاعر المبدع الذي يؤثر الآخرين على نفسه، كل من يعرفه يعي تماما أنه مختلف عن كثير من أقرانه من حيث التعامل مع الآخرين ومن حيث العطاء الثقافي ومن حيث الروح الجميلة التي يحملها، أتمنى له شفاء عاجلا. عمق وأصالة من جهته، قال الناقد حسين بافقيه: لا أدري من أين ابدأ، فأنا أعرف الشاعر حسن السبع منذ مدة طويلة، وكنت ممن كتب عن شعره وتجربته الأدبية، كان نمطا مختلفا من الشعراء وتجربته ثرية وتمتاز بالعمق والأصالة، رغم سخريته ونثره للشعر الحمنتيشي الذي لا يستطيعه إلا شاعر أدرك موقع السخرية في الحياة، وما نظر إليها نظرة ازدراء وبخس، وهو الى ذلك كاتب مقال ادبي أخاذ، كنت وما أزال أعد حسن السبع من افضل كتّاب المقال الأدبي في العالم العربي، ومقالته ليست بوحا تعبيريا او رصف كلمات يراد بها تعبئة مكان في صحيفة، ولكنها عمل ثقافي شاق، واذكر انني تحدثت اليه في ذلك واخبرته انني اجد في مقالاته وفرة مذهلة في المعلومات. دعوات نقية فيما انشد الشاعر حسن الزهراني بعض الابيات في صديقه السبع متمنيا له الشفاء العاجل وقال: يا سميي لك الحب والشعر والدعوات النقية في كل حين. قم لنا سالما واعدنا الى الشعر والبسمات التي لا تفارق هذا المحيا وتنثر ما بين أرواحنا عبق الياسمين يا سميي لك العمر من كل أعمارنا ولك الحب في نبض أنفاسنا ولك الصبح يشرق بالأمنيات العذاب ونشيد البلابل من كل أفئدة العاشقين.