أكد عدد من الأكاديميين ل«اليوم» أن دعوة شخصيات في الأسرة الحاكمة في قطر إلى اجتماع الحكماء والعقلاء في الأسرة الحاكمة وأعيان قطر لإنقاذ الدوحة من المستنقع الذي وقعت فيه، يؤكد أن الأمور أصبحت تسير إلى الأمام بقوة، وهي تمضي نحو حل ينقذ قطر من نظام الحمدين. وشددوا في تصريحاتهم على أن الدعوة التي أطلقها الشيخ عبد الله بن علي الثاني أحد افراد الاسرة الحاكمة لاجتماع وطني، وما لحقه من تأييد كامل من قبل الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد آل ثاني يعزز فرص نجاح هذا التحرك؛ نظرا لوزن هذين الشخصين داخل دولة قطر. ووصف د.فهد القرني عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود دعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني -أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر- ل«حكماء وعقلاء الأسرة وأعيان الشعب القطري» إلى اجتماع وطني من أجل «إعادة الأمور إلى نصابها»، في الأزمة الخليجية، بأنه يمثل العقل الراجح لإنقاذ دولة قطر من الطريق الذي تسير فيه. مبينا أن للرجل مكانة مرموقة في قطر، ومن شأن هذه الدعوة أن تجد صدى واسعا في الشارع القطري، الذي يريد أي مخرج من هذه المقاطعة التي أوقعها فيه نظام تميم بن حمد، وتدخله السافر في شؤون الدول الأخرى، ورعايته للإرهاب حول العالم. وأضاف: إن هذه الدعوة تعززت بدعوة أخرى لحقت بها بعد 24 ساعة حينما أطلق الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد ال ثاني دعما لهذا التوجه لحماية قطر من غدر الخائنين والاغراب الذين اصبحوا يجوبون البلاد برائحة المستعمر. من جانبه أكد د.عبدالله الشنقيطي عميد كلية التأهيل الطبي بجامعة طيبة أن الأوضاع في قطر بلغت حد أن يخرج رشيد في قومه كالشيخ عبد الله بن علي آل ثاني ليطلق مثل هذه الدعوة، بهدف تحقيق وفاق قطري عريض يمكن من خلاله أن يتم تجاوز الأزمة الراهنة، التي نجمت عن مواقف الدوحة وتدخلها في شؤون الدول الخليجية والعربية، واستمرارها في رعاية الإرهاب وتمويله. معربا عن أمله في أن يلتف أبناء قطر حول هذه الدعوة حتى لا يتركوا بلادهم حقلا للتجارب من قبل الآخرين الذين لا يهمهم الشعب القطري الشقيق. وقال: إن استمرار الأزمة طيلة الأشهر الماضية يبرهن بجلاء على أن قطر لا تعي الحلول من اجل شعبها، بل هي ماضية في علاقتها بجماعة الاخوان المسلمين الارهابية، والتدخل في شؤون دول الجوار، بل تمتد أياديها خارج المنطقة لدعم الإرهاب. وأشار إلى أن الفترة المقبلة سوف تحدث حراكا واسعا تجاوبا مع هذه الدعوة، التي حتما ستجد تجاوبا واسعا داخل قطر، في أعقاب دعمها من قبل الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد آل ثاني، وهو أمر يشير إلى بدء تكون رأي عام رافض لسياسة الحمدين، ومعاداة نظامهما لأشقائهم في الخليج العربي. وشدد د.الشنقيطي على أن تحرك أسرة آل ثاني يعني بوضوح أن الامور أصبحت تتحرك بقوة الى الامام، مشيرا الى ان هذا التحرك جاء بعد أن طفح الكيل، وبلغ الامر حدا لا يمكن استمراره دون تدخل العقلاء؛ لإنقاذ قطر من المستنقع الذي وضعها فيه نظام الحمدين، وهو تحرك سيكتب له النجاح إن شاء الله؛ نظرا إلى مكانة هذين الشخصين داخل دولة قطر. وأوضح أن اللغة التي تحدث بها الشيخ سلطان بن سحيم تجسد الواقع المؤلم للدوحة، حينما قال: تعلمون جميعا أن الوضع اليوم صعب، ولم يسبق لأهلنا في الخليج العربي وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ، وأغلقوا دوننا كل باب، وهو يشير الى الاخطاء الفادحة التي ارتكبت من قبل الدوحة. وأضاف: إن المملكة ستظل أكبر داعم للأشقاء القطريين، وهم يمضون نحو إصلاح ما خربه نظام الحمدين، الذي استجلب الغرباء الى المنطقة، حتى أصبحت قطر أشبه بالمستعمرة في محيط حر. من جهته قال د.حسين آل درع عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية: إن مثل هذه الدعوات ستلقى ترحيبا واسعا في أوساط القطريين الذين عانوا من المقاطعة التي تسبب فيها نظام الحمدين، نتيجة سياسات هوجاء لم تراع حق الأخوة، مبينا ان الدعوة لاجتماع وطني للأسرة الحاكمة والاعيان في قطر خطوة متقدمة نحو إيجاد حل عاجل للازمة الراهنة، التي يسعى نظام الحمدين لإطالتها من خلال رفضه لأية حلول عقلانية. وأعرب عن أمله في أن تسفر هذه التحركات عن النجاح المنشود الذي يعيد قطر الى محيطيها الخليجي والعربي.