من فضل الله على هذه البلاد أن يسر لها قيادة حكيمة، ومواطنين يعون تمام الوعي خطورة الفتنة، وآثارها السلبية على حاضر ومستقبل البلاد، وكل ذلك شكل سداً منيعاً في وجه كل من أراد شراً بهذا الوطن، فقد باءت كل محاولات الإساءة للوطن وأمنه بالفشل الذريع، ولم يكسب من وقفوا وراء تلك المحاولات سوى الخزي والعار، والهزيمة المنكرة لهم ولمن يحرضهم أو يدعمهم أو يؤيد مساعيهم الشيطانية، ولا يزال رجال الأمن يحبطون محاولات الإرهاب والتخريب، ولا يزال المواطنون يحبطون مساعي إثارة الفتنة والشغب، ولا ينساقون وراء التحريض والتضليل، أو يصغون لصوت الباطل الذي لم تعد دوافعه تنطلي على أحد، وبتعاون المواطن مع رجال الأمن تهاوت أوكار الظلام، وتحطمت أصنام الشر على رؤوس أصحابها، فكان النصر دائما للخير والأمن والسلام، وكان النصر دوما للتقدم والازدهار والتنمية الشاملة. إن الأحقاد التي تعشش في النفوس المريضة، وتفرخ في القلوب الآثمة، ليست سوى تعبير عن الحسد الدفين الذي يستشري في تلك الأجساد، نتيجة ما يتحقق على أرض الواقع في هذا الوطن من أمن وازدهار، أعشى عيون من يرفض رؤية الحقيقة بشمسها الساطعة، تلك العيون التي لم تر سوى ظلام الفتنة وسواد الأحقاد، فضلت عن طريق الحق، وأنكرت الواقع، طمعاً في تغطية عجزها عن تحقيق أي منجز حضاري من أجل شعوبها، فانصرفت بكل إمكانياتها البائسة، لدعم وتمويل محاولات إثارة الفتنة والتخريب، بدلا من أن تنصرف لخدمة شعوبها، وانساقت خلفها فئة أو فئات مضللة أفرزها الجهل، والتعامي عن رؤية ما يجري في الأوطان المجاورة من خراب ودمار للمدن، وتشريد وهوان لسكان تلك المدن، بسبب تلك الفتن وتلك الأحقاد، حمى الله بلادنا منها. وما من عاقل يرضى لنفسه أن يكون فرداً في قطيع يقوده أعداء الدين والوطن.. أعداء الأمن والسلام، ممن جبلوا على الشر، وتطبعوا بالضلال، وولغوا من مستنقع الإرهاب، ما ملأ نفوسهم بكل ما هو سيئ وبكل ما هو ضد الخير والحق والجمال، وعاشوا في أوهام تزين لهم سوء أعمالهم، وتحجب عنهم إجماع دول العالم على محاربة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله، والقضاء على كل مظاهره، وبتر كل أذرعته، أينما كانت، وبأي صيغة ظهرت، وعلى أي مصدر تمويل اعتمدت. ولا عجب أن تلاقي كل محاولات التحريض ضد هذا الوطن الغالي، سخرية واستهجان المواطنين، فقد أصبح المواطن على درجة من الوعي تؤهله للحكم على هذه المحاولات بالفشل، وعلى أصحابها بالإدانة، ويبدو أن من يقف وراء هذه المحاولات لم يقرأ التاريخ قراءة صحيحة، وهو تاريخ مضيء بتلاحم المواطنين وحرصهم على أمن وطنهم، ووفائهم لقيادتهم، فكانت النتيجة الطبيعية لتلك القراءة الخاطئة.. وبسبب الوعي الوطني الشامل.. انهزام الفتنة، واندحار الشر.