أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ستواصل إجراءاتها ضد الدوحة حتى تغير سياستها، مشيرا إلى أن بلاده ترى الحل ليس في التصعيد وإنما في الحوار السياسي. وقال قرقاش في كلمته بافتتاح أعمال الدورة 148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، امس الثلاثاء، بالقاهرة: «هدفنا لا يقتصر على دولة قطر ولكن نحن ضد سياستها، وسوف نواصل إجراءاتنا ضد قطر حتى تغير سياستها». وأضاف قرقاش: «ومع ذلك، نرى أن الحل ليس في التصعيد، وإنما الحوار السياسي هو الطريق الوحيد لحل أزمة قطر». مائة يوم وبعد مرور مائة يوم على إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قطع العلاقات مع قطر، وفرض تدابير سيادية تشمل حظرا جويا عليها، لا يرى خبراء آفاق حل لأزمة الدوحة التي يرجحون استمرارها حتى 2018 وربما بعده. واتخذت المملكة والإمارات والبحرين ومصر إجراءات عقابية ضد قطر في 5 يونيو، بسبب تمويل الدوحة للإرهاب والجماعات المتطرفة علاوة على تآمرها مع إيران، التي شددت القمة الإسلامية العربية الأمريكية المنعقدة في 21 مايو الماضي بالرياض على عزلها دوليا باعتبارها الدولة الأولى الراعية للإرهاب، والمتسببة في إثارة النزاعات والأزمات الطائفية في المنطقة. ##دعم الإرهاب وقررت الدول الأربع إغلاق المنفذ البري بين قطر والمملكة، ومنع طائرات شركات الطيران القطرية الوطنية من عبور أجوائها، وحظر استخدام قطر لموانئها البحرية. ويقول الخبير في الشرق الأوسط في جامعة دورهام البريطانية كريستوفر ديفيدسون: «أتوقع أن تستمر حتى العام المقبل». وفيما زعم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني الاثنين أن الدول الأربع تحاول فرض إملاءات على الدوحة، والتدخل في سياستها الخارجية، أكدت المملكة والإمارات والبحرين ومصر أن الإجراءات التي اتخذتها ضد الدوحة، بسبب دعمها للإرهاب واكتواء جيرانها وأشقائها بنيران تدخلها في الشؤون الداخلية، فضلا عن إثارة النزاعات وتمويل أفراد وجماعات عمدت على تقويض الأمن الداخلي فيها. دور الضحية ومع استمرار الأزمة، صورت قطر نفسها كضحية لانتهاكات حقوق الانسان، ما أثار ذهول المنظمات الحقوقية الناقدة لمعاملة قطر للعمال الاجانب المشاركين في استعداداتها لاستقبال كأس العالم 2022. ومن المقرر أن يتحدث المعارض القطري المنفي خالد الهيل اليوم الخميس، في مؤتمرتعقده المعارضة القطرية في لندن بعنوان «قطر، الأمن العالمي والاستقرار» عن هذه المواضيع. ويرجح المحلل السياسي كريستيان اولريشسين المتخصص بالخليج في معهد بايكر للسياسات العامة في جامعة رايس الامريكية ألا تنتهي الأزمة في وقت قريب، وقال: إن الإحساس بالمرارة والخيانة عند الدول الأربع تنامى في الفترة الأخيرة، ما حدا بها أن ترفض التنازل عن مطالبها الثلاثة عشر المقدمة للدوحة عبر دولة الكويت التي بادرت بإطلاق وساطة لحل الأزمة. استمرار الأزمة ويشير اولريشسين، إلى أن الخلاف الدبلوماسي في 2014 حين سحبت السعودية والبحرين والامارات سفراءها من الدوحة، استمر لثمانية أشهر، والأزمة الحالية تتجاوز في عمقها خلاف 2014، لذا من المرجح أن تستمر فترة أكبر. وأظهرت الأزمة اتجاها قطريا لتدويلها مستغلة استضافتها قاعدة «العديد» أكبر قاعدة جوية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ودخول الغرب وامريكا وروسيا الذي اصطدم برفض الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب، الذي شدد على خليجية الحل. وبحسب المحلل اولريشسين، فإن قطر لن تتحمل استمرار المقاطعة لفترة طويلة. وقال المحلل السياسي المتخصص بالخليج: كلفة مقاطعة طويلة الأمد ستكون لها خسائرها في نهاية المطاف، خصوصا مع استعداد قطر لاستقبال كأس العالم. بدوره يقول كريستوفر ديفيدسون: إن قطر قد تجبر على الرضوخ في نهاية الأمر. وأضاف: إن السبيل الوحيد لقطر للخروج من الأزمة هو الموافقة على المطالب الثلاثة عشر للدول الأربع. وتابع: هذا السيناريو العملي الوحيد الذي سيسمح للدوحة بحفظ ماء وجهها بشكل كاف أمام الرياض وأبو ظبي، وهو ما سيسمح بتفادي ظهور أزمات أخرى جديدة.