بكل فرح وسرور فتحت مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ذراعيها وعانقت ضيوف الرحمن، وذلك من خلال منظومة من الخدمات المتكاملة، وفق خطط وإستراتيجيات متقدمة، اشتركت فيها كل الجهات الحكومية والأهلية، بكل جاهزية واستعداد تام، فقد تعددت الفرق المشاركة في تقديم أفضل خدماتها لضيوف الرحمن، وأصرت أن تعمل بعمل الفريق الواحد، لتوفر كل الخدمات اللازمة على أرقى المستويات، وأعلى معايير الجودة، خدمات واضحة تتحدث عن نفسها، لا تحتاج لمن يتكلم عنها، شهد لها ضيوف الرحمن، وسجل لها التاريخ. فرق رقابية وإشرافية لمختلف الأجهزة الخدمية والأمنية، وطواقم إسعافية مجهزة بأحدث التجهيزات المتطورة. حج هذا العام ونجاحه الاستثنائي بفضل الله، ثم بفضل ورعاية ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصيا، ضرب الرقم القياسي للنجاح، بكل المقاييس، وأبهر العالم. والآن، إتمام هذا النجاح يطبق في مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام باستقبال من أتم حجه بحفاوة وإكرام، فالمسجد النبوي الشريف وكل الطرقات المؤدية إليه تشهد توافدا كبيرا لحجاج بيت الله الذين تحققت لهم أمنية حياتهم فأتموا الحج بيسر وطمأنينة، وأمن وأمان. هذه النعمة التي أنعم الله بها على قادة هذه البلاد وشعبها وأكرمهم ليكونوا سببا من أسباب الخير، والعمل الصالح، يكفيهم شرفا أنهم خدام الحرمين الشريفين، وفي خدمة ضيوف الرحمن على مر الزمان. فلم ولن ينسى ضيوف الرحمن من هيأ لهم بعد الله هذه النعمة، حج البيت الحرام، والصلاة في مسجد رسوله الكريم صلى عليه وسلم، والتشرف بالصلاة في الروضة المطهرة، والسلام على رسول الهدى، خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام بكل راحة واطمئنان. أهل طيبة الطيبة اليوم يتباهون ويتنافسون في خدمة ضيوف الرحمن، اللهم بارك لهم في مدينتهم، واجعل لهم مع البركة بركتين. وبارك اللهم في جهود قادة هذه البلاد، على كل ما قدموه، ويقدمونه، من خدمات متطورة وحديثة تتجدد كل عام، وجميعها رغبة في الأجر، ورضاء للرب جل وعلا، وتحقيقا لسلامة وراحة حجاج بيت الله الحرام. وليمت كل حاسد بحسرته.