استعاد الأخضر السعودي كبرياءه واسترد هيبته على مستوى القارة الصفراء، وعاد لنهائيات كأس العالم عبر الباب الكبير، مفضّلًا الطريق الصعب لبلوغ الهدف المنشود، بعد أن فرّط في الفوز أمام مضيفه المنتخب الإماراتي في الجولة قبل الأخيرة وأجَّل تأهّله حتى المشهد الختامي الذي تجاوز خلاله ضيفه المنتخب الياباني المتأهّل سلفًا بهدف فهد المولد في مباراة شهدت حضور 62 ألف متفرج ساندوا نجوم المنتخب حتى تحقق النصر واحتفلوا معهم بالتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة. وضرب الأخضر في مباراة الحسم ثلاثة عصافير بحجر واحد، فعلاوة على التأهّل المباشر، رد اعتباره من المنتخب الياباني الذي فاز ذهابًا في سايتاما 2-1، وفي نفس الوقت كسر العقدة التي لازمته أمام الساموراي منذ أحد عشر عامًا، إذ كان آخر فوز للمنتخب في نصف نهائي كأس آسيا 2007 عندما تجاوز منافسه 3-2 وبلغ النهائي الذي خسره آنذاك أمام العراق 1-0. ويُعدّ المنتخب الأخضر هو ثامن المنتخبات المتأهّلة لكأس العالم من أصل 32 منتخبًا، بعد روسيا البلد المستضيف - والبرازيل وإيران واليابان والمكسيك وبلجيكا وكوريا الجنوبية. ويُعتبر ملعب «الجوهرة» المشعة فألًا حسنًا للأخضر، فهو لم يخسر أي مباراة أُقيمت على أرضه في جدة، إذ فاز في ست مباريات جميعها في تصفيات كأس العالم، كانت أمام الإمارات «مرتين» وتيمور الشرقية وماليزيا والعراق واليابان وتعادل في ثلاث مباريات، منها اثنتان وديتان كانتا أمام الأوروجواي ولبنان وواحدة في تصفيات الدور الحاسم أمام أستراليا. عادل عزت يصرخ فرحًا بعد التأهل (واس) واحتاج المنتخب السعودي إلى 817 يومًا ليحجز مقعده في نهائيات كأس العالم، حيث بدأ رحلة الألف ميل عبر تصفيات المرحلة الثانية المزدوجة المؤهّلة إلى نهائيات كأس آسيا 2019 بالإمارات والمرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، التي انطلقت يوم 11 يونيو 2015، واستهلها بالفوز على المنتخب الفلسطيني 3-2 في الدمام، واختتمها بالتعادل أمام الإمارات 1-1 في أبوظبي. ونجح الأخضر خلال هذه المرحلة من التصفيات في انتزاع صدارة المجموعة الأولى التي ضمّت إلى جانبه منتخبات فلسطين وماليزيا وتيمور الشرقيةوالإمارات، برصيد 20 نقطة جمعها من 6 انتصارات وتعادلين ولم يتلقَ أي خسارة، وسجل هجومه 28 هدفًا، فيما تلقت شباكه 4 أهداف فقط. ولم يكن طريق الصقور الخضر مفروشًا بالورود في تصفيات الدور الحاسم المؤهل للمونديال الروسي، ولكنهم استطاعوا إنجاز المهمة بنجاح رغم بعض العثرات التي اعترضت طريقهم، فبدأوا رحلة الذهاب من هذا الدور الذي انطلق يوم الخميس 1 سبتمبر 2016، بالفوز على تايلاند 1-0 في الرياض، ثم تجاوزوا العراق 2-1 في علم شاه قبل أن يتعادلوا أمام أستراليا 2-2 في جدة، ثم استعادوا نغمة الانتصارات أمام الإمارات وفازوا 3-0 في جدة، وأخيرا خسروا أمام اليابان 2-1 في سايتاما وهي الخسارة الأولى التي يتلقاها الأخضر في التصفيات. وفي جولة الإياب كرّروا الفوز على تايلاند 3-0 في بانكوك، وتغلبوا على العراق 1-0 في جدة، ثم خسروا أمام أستراليا 2-3 في أديليد، قبل أن يتلقوا الخسارة الثانية تواليًا، وكانت هذه المرة أمام الإمارات 1-2 في العين، وأخيرا تجاوز اليابان 1-0 في جدة لينتزع وصافة المجموعة الثانية خلف اليابان برصيد 19 نقطة جمعها من 10 مباريات، فاز خلالها في 6 وتعادل في واحدة وخسر 3 مباريات، وسجل هجومه 17 هدفًا، بينما استقبلت شباكه 10 أهداف. وظهر الأخضر في نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية كانت أعوام 1994 بأمريكا و1998 بفرنسا و2002 بكوريا الجنوبية واليابان و2006 بألمانيا، ولعب خلال تلك المشاركات 13 مباراة، فاز في مباراتَين وتعادل في مثلهما وخسر 9 مباريات. وسجل هجومه 9 أهداف في حين اهتزت شباكه 32 مرة. الفرحة غامرة على وجوه الجميع (واس) وتبقى مشاركته الأولى في المونديال العالمي هي الأفضل في تاريخ مشاركاته، حيث وقع في المجموعة الخامسة التي ضمّت إلى جانبه منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب، واستهل مشواره بالخسارة أمام هولندا 1-2 وسجّل هدفه فؤاد أنور، ثم فاز على المغرب 2-1، وسجّل هدفَيه سامي الجابر من ركلة جزاء وفؤاد أنور قبل أن يفوز على بلجيكا 1-0 سجّله سعيد العويران؛ ليحجز مقعده في الدور الثاني برصيد 6 نقاط وضعته في وصافة المجموعة، وفي الدور الثاني واجه المنتخب السويدي وخسر أمامه 1-3، وسجّل هدفه فهد الغشيان. وفي مشاركته الثانية بفرنسا وضعته القرعة في المجموعة الثالثة إلى جانب فرنساوالدانمارك وجنوب أفريقيا، وحل في المركز الأخير بعد خسارته أمام الدانمارك 0-1 وفرنسا 0-4 على الترتيب قبل أن يتعادل في مباراته الأخيرة أمام جنوب أفريقيا 2-،2 وسجّل هدفيه سامي الجابر ويوسف الثنيان من ركلتَي جزاء. أما مشاركته الثالثة بكوريا الجنوبية واليابان، فكانت الأسوأ على الإطلاق بعد أن حل في المركز الأخير لمجموعته الخامسة دون نقاط، إثر تلقيه ثلاث هزائم متتالية أمام ألمانيا 0-8 والكاميرون 0-1 وإيرلندا 0-3، ليودّع البطولة دون أن يسجل هدفًا واحدًا، فيما تلقت شباكه «درزنًا» من الأهداف. وفي المشاركة الرابعة بألمانيا حل في المركز الأخير في مجموعته الثامنة التي ضمّت إلى جانبه أسبانياوأوكرانيا وتونس برصيد نقطة يتيمة، حققها من تعادله أمام شقيقه التونسي 2-2 في مباراته الافتتاحية قبل أن يتلقى خسارتين أمام أوكرانيا 0-4 وأسبانيا 0-1. وبعد غيابه عن مونديالي جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014، عاد الأخضر للظهور من جديد في روسيا صيف 2018، ويأمل في مشاركته المقبلة أن يكون حضوره مختلفًا على مستوى الأداء والنتائج ليحقق آمال وتطلعات الجماهير السعودية. فرحة اللاعبين بعد الفوز (اليوم)