حذر نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر من خطر ما تفعله ميليشيا الانقلاب الحوثية في اليمن ومحاولتها محو هوية الشعب اليمني العربي المسلم. وأكد أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي من حملة ممنهجة لتغيير ثقافة وهوية الشعب اليمني يُعد الأخطر على الإطلاق، موضحًا أن ما يجري في بلاده هو تعبئة ثقافية وإعلامية لطمس الهوية اليمنية العروبية وإحلال هوية دخيلة تسيء لثقافة اليمنيين وتاريخهم، ومبدأ التعايش الذي دأب عليه اليمنيون لقرون عديدة. وقال نائب الرئيس اليمني في حوار صحفي: «لقد كان لانطلاق عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - دور كبير في إجهاض المخطط التدميري الذي تموله وتدعمه إيران». دعم السلام وأوضح نائب الرئيس اليمني أن الحكومة الشرعية في اليمن تمدُ يدها للحوار وتلتقي بشكل مستمر بالمبعوث الأممي وسفراء الدول الراعية وتتجاوب مع كل القرارات الدولية بشأن اليمن وما يخدم مصلحته ووحدته واستقراره وسلامة أراضيه. وأشار إلى أن الحل السياسي في اليمن يكمن في استعادة الدولة اليمنية، وإنهاء الانقلاب، وتسليم الأسلحة والتحول إلى طيف سياسي لاستئناف العملية السلمية، مؤكدًا أن الشرعية يدها ممدودة للسلام، وأنها تسعى لحل الأزمة اليمنية شريطة إنهاء الانقلاب والقبول بثوابت الحل السلمي. وتناول الملف مختلف جوانب أزمة الانقلاب في اليمن وتداعياتها ومخاطرها، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في اليمن جراء الانهيار الاقتصادي، ومحاولات محو الهوية العربية وتغيير ثقافة الشعب اليمني عبر محاولات الحوثي نشر الثقافة الفارسية الإيرانية من خلال خطة ممنهجة بدأت بفتح جامعات جديدة ومدارس وأقسام لتعليم اللغة الفارسية في الجامعات والمدارس اليمنية. وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي من جهته، إن الحكومة اليمنية مستعدة لتقديم تنازلات صعبة مهما كانت صعوبتها من أجل السلام العادل والمستدام، مشيرًا إلى أن بلاده أصبحت عنوانًا لمثلث الموت وهو الجهل والفقر والمرض، وأن عصابة الحوثي تريد العودة باليمن إلى الوراء. علاقات متطورة وفي إطار الملف نفسه، أوضح سفير اليمن في الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن واشنطن تؤيد وتدعم مواقف الشرعية في اليمن وعاصفة الحزم والتحالف العربي، مؤكدًا عمق علاقات بلاده بالولاياتالمتحدة وأنها شهدت تطورًا مطردًا خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت أحداث عام 2012 م حيث كان لواشنطن دور بارز في رعاية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي أزاحت المخلوع صالح من السُلطة وجنبت اليمن في حينها الدخول في دوامة عنف واحتراب داخلي. واختتم ابن مبارك حديثه قائلًا: يمكن توصيف الموقف الأمريكي بأنه داعم للشرعية اليمنية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وداعم لأي حل سياسي يستند إلى المرجعيات الثلاث وبالأخص القرار الدولي رقم 2216، موضحًا أن الإدارة الأمريكية الحالية مدركة لخطورة الحوثيين ودعم إيران لهم كأحد أذرعها في المنطقة. دولة اتحادية من جانبه، قال مستشار رئيس الجمهورية نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني السابق الدكتور رشاد العليمي: إن حل الأزمة اليمنية يكمن في دولة اتحادية تتسع للجميع، وتضمن العدالة للجميع دون الارتهان لطائفة أو جماعة أو حزب، بل دولة تقيم العدل والمساواة وتوفر الأمن لكل اليمنيين. من جهتها طالبت وزيرة الإعلام اليمنية السابقة الدكتورة نادية السقاف بضرورة إعادة تأهيل الإنسان اليمني المستهدف في ثقافته، وأكدت أن عاصفة الحزم هي المحاولة الوحيدة الحقيقية لدعم الشرعية على أرض الواقع. وانتقدت السقاف تباطؤ المجتمع الدولي ومؤامرات إيران، وقالت: «إن تعامل المنظمات الدولية وممثلي الدول ببطء يعطي الكيانات المغتصبة للسُلطة ثقة ويزيدها عتوًا»، ورأت الدكتورة السقاف أن المجتمع الدولي غير جاد في إنقاذ اليمن من محنته الحالية. صراع الانقلابيين أفادت مصادر محلية بالعاصمة اليمنية صنعاء بعودة التوتر بين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، على الرغم من لقاء ممثلين عن الطرفين وتوقيع اتفاق ينهي التوترات التي رافقت الفعاليات التي شهدتها صنعاء. وقالت المصادر وفقا ل(المشهد اليمني): إن ميليشيات الحوثي عاودت استحداث نقاط مسلحة في ميدان السبعين، الأمر الذي تسبب قبل يومين في اندلاع اشتباكات مسلحة، سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.