يشارك 17 فنانا سعوديا في معرض «مدن الأصالة» الذي انطلقت فعالياته الجمعة الماضية في «متحف يوتاه للفن المعاصر» بالولايات المتحدةالأمريكية والتي تستمر حتى 19 ربيع الثاني من عام 1439 الموافق 6 يناير 2018، ضمن مبادرة «جسور إلى السعودية» التي أطلقها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» بهدف إظهار الصورة المشرقة للمملكة، وتمكين المواهب السعودية الشابة في مختلف المجالات الفنية والمعرفية والإبداعية لعرض إمكاناتهم وتجاربهم والاستفادة من خبرات الآخرين. وتسعى المبادرة من خلال ذلك إلى بناء روابط متينة وتواصل حضاري إيجابي بين الشعبين السعودي والأمريكي. ويقدم الفنانون السعوديون أعمالهم التي تعكس الثقافة الدينية السعودية بالإضافة إلى التغيرات التي طرأت على مجتمعهم، الأمر الذي يخلق حوارا مفتوحا حول أوجه الشبه والاختلاف بين المجتمعين. ومن أبرز الأعمال التي يقدمها الفنانون السعوديون الصورة الفنية «طريق الحرمين بإطلالة على بوابة مكة (بوابة القرآن)» للفنان أحمد ماطر، و«سلسلة الرغبة في عدم التواجد» للفنانة نوف الحميري التي تستخدم من خلاله الأسلوب التجريبي والنظري في التصوير الفوتوغرافي. وتقدم الفنانة دانة عورتاني خلال المعرض فيلم «ذهبت بعيدا ونسيتك» الذي بدأته بلوحة فنية رسمتها في منزل قديم مهجور في الجزء القديم من جدة. وتعكس الفنانة قمر عبدالملك من خلال عملها الفني «ملجأ الأحلام» حالة اللاجئين والقيود المفروضة عليهم. واستوحى الفنان راشد الشعشعي في عمله الفني «الطريق المختصر» ما زُعِم أنها أول رسمة رسمها الرسول- صلى الله عليه وسلم- على الرمل، حيث يحث الرمز الناس على اتباع الصراط المستقيم. ووثق الفنان معاذ العوفي من خلال عمله الفوتوغرافي «التشهد الأخير» المساجد على طول الطرق المؤدية إلى المدينةالمنورة، التي بناها فاعلو الخير لتوفير ملجأ للمسافرين. بينما حاولت الفنانة لينا قزاز التوصُل إلى معنى أعمق لمفهوم الحج وهو ما أصبح قطعتها الفنية «مجاز الحج». ويحث الفنان خالد زاهد الناس عبر قطعته الفنية «البداية والنهاية» لإعادة التفكير في اعتماد السعودية على النفط عن طريق النظر إلى المستقبل. واستخدمت الفنانة غادة الربيع مغلفات الحلوى المستهلكة لصنع قصاصات لصور رمزية وأماكن مألوفة لا تؤدي فقط إلى إعادة تقديم الموضوعات التاريخية والرمزية في سياق حجازي معاصر، ولكنها تعطي صورة رمزية لمجتمعنا الاستهلاكي الذي نعيشه اليوم فخرجت بعملها الفني «بنت الرجال». ويسعى خالد زاهد عبر قطعته الفنية «العالم» إلى استكشاف الحالة الإنسانية. ومثل الكثير من أعماله الأخرى، استخدم في قطعته الفنية هواياته في التقنية والمعمار، لعمل التأثيرات الحركية على العمل. الجدير بالذكر أن برنامج المعارض الفنية السعودية يقع ضمن برامج «مبادرة جسور إلى السعودية» وهي سلسلة معارض تقدم أعمال الفنانين السعوديين الناشئين في عدد من أبرز المتاحف والمراكز الثقافية الأمريكية العريقة؛ لتسليط الضوء على مهارات وإبداعات الفنانين السعوديين الشباب وبناء روابط بين الفنانين السعوديين والأوساط الفنية الأمريكية.