قال سياسيون ودبلوماسيون مصريون إن إعادة قطر سفيرها لدى إيران تعد خطوة تصعيدية واستفزازية ضد الدول العربية كافة، مشيرين إلى أن هذا الإجراء أخرج الدوحة عن مسارها الخليجي العربي. وقال خبراء ل«اليوم»: إن هذا القرار معاكس لما قررته الدول العربية بسحب سفرائها من طهران بعد هجوم محسوبين من حرسها الثوري على المقار الدبلوماسية السعودية قبل نحو عامين، لافتين إلى أنه استفزاز للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، التي دعت الدوحة لتخفيض التمثيل الدبلوماسى مع طهران. خسارة معركة يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط د.أيمن سمير: «إن قطر خسرت معركتها لمحاولة تبييض سمعتها المتسخة بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العالم، خصوصا بعد أن وجهت لها دول أوروبية آخرها إسبانيا اتهامات بالضلوع في تدبير وتنفيذ الهجمات الإرهابية على أراضيها»، واشار إلى «أن الدوحة فكرت في حل سريع لهذا المأزق بالاستعانة بدولة لها رصيد فاضح من الأزمات والخلافات مع أغلب الدول العربية»، مشددا على أن الدوحة تعول على طهران كحليف استراتيجي لها في أزمتها الحالية، ما يعني أن القيادات القطرية إما تجهل الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية أو تعلمها، لكنها تتعمد استفزاز العرب، خصوصا الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، التي شددت في مطالبها للدوحة بضرورة خفض التمثيل الدبلوماسى مع إيران. وأشار سمير إلى أن «إيران تسعى لاستغلال أزمة قطر الأخيرة لتدخل جديد في شؤون المنطقة العربية، بعد نجاحها في زرع ميليشياتها كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن»، لافتا الى أن «قطر ستدفع الثمن غاليا بعد أن تصبح عاصمة إيرانية جديدة خاضعة للصراعات المذهبية»، محذرا قيادة الدوحة من خطورة اللعب بالنار وإقحام إيران في القضايا العربية، وهي التي تتحين الفرص لإشعال الفتن والأزمات في الوطن العربي، متوقعا تصعيدا عربيا كبيرا بعد المواقف القطرية، التي تؤكد إصرارها على العناد ورفض حلحلة الأزمة. رسالة واضحة من جانبه، يرى مساعد رئيس حزب حماة الوطن والخبير الاستراتيجي اللواء محمد الغباشى، أن قطر اوضحت للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب أنها مستمرة في عنادها ومواقفها، التي تؤكد خروجها عن محيطها العربي بالارتماء في أحضان دولة إيران المعادية للعرب، مشيرا إلى «أن الدوحة تتخيل أن طهران تمثل ورقة ضغط مهمة في يدها ضد العرب للتنازل عن اتهامها بتمويل الجماعات الإرهابية، وحذر الغباشي من خطورة التغلغل الايراني في المنطقة العربية عن طريق قطر»، لافتا الى «أن الدوحة تمهد الطريق إلى طهران لاقتحام الشؤون العربية، في وقت سعت فيه المملكة لإبعاد الخطر الإيراني عن المنطقة بعد كشف اطماع الدولة الفارسية». في المقابل، وصف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة د.طارق فهمي موقف قطر بإعادة سفيرها لدى إيران بالخطوة العدائية ضد الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ويعكس الإصرار القطري على استمرار الدوحة في مواقفها المناهضة للجهود العربية لتجفيف منابع الإرهاب، وشدد على «أن قطر بتأكيدها على علاقتها القوية مع إيران تفسد كل الجهود لحل أزمتها المتصاعدة مع جيرانها، كما يوضح الانبطاح القطري للضغوط الإيرانية إذ تواصل طهران مساعيها للتواجد بقوة في الوطن العربي وتحقيق أطماعها الاستعمارية لفرض هيمنتها وإشعال عدد من الأزمات».