الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد.. فإن العمل الخيري رافد من روافد التنمية في المملكة، وهو أحد قطاعات النهضة في مرافق الحياة وذلك في كافة المجتمعات، حيث إن المسيرة التنموية لتأتي من خلال تكاملية الشراكات في القطاعات الثلاثة القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الخيري. ولقد سرنا جميعا في الشرقية التبرع السخي من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمبلغ 16 مليون ريال للجهات الخيرية في المنطقة الشرقية شاملة 10 تخصصات من الجمعيات الخيرية المتنوعة في منطقتنا العزيزة المنطقة الشرقية التي تشهد نهضة مباركة بتوجيه ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما. ولا شك أن مشروع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للعمل الخيري ليسعى للمساهمة في تمكين ودعم الجهات الخيرية في مناطق المملكة من أجل تحقيق أهدافها لخدمة أكبر عدد من المستهدفين. ونحن حقيقة نُثَمن حرص القيادة العليا دعمها ورعايتها ومساندتها لتعزيز الجمعيات الخيرية لما لها من أثر فعّال ملموس في بناء المجتمعات وتعزيز القيم والأثر الاجتماعي للقطاع غير الربحي في مختلف المجالات الأسرية والاجتماعية والتعليمية والصحية والإغاثية، ولذا فإن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -سددهما الله- قد تعودنا منهما اليد الحانية عبر الدعم والمساندة والمؤازرة للعمل الخيري خارج المملكة، بالإضافة إلى الجهات الخيرية داخل المملكة. سائلا الله أن يوفقهما لما فيه صلاح العباد والبلاد وأن يُخلف عليهما خيرا وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهما لا سيما ونحن في هذه الأوقات التي يعتبر العمل فيها أفضل أعمال العام، فلقد جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر...... الحديث) «أخرجه البخاري في صحيحه» وجاء في تفسير قوله تعالى (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) يقول النووي رحمه الله (فيتضمَّن الحثَّ على الإنفاق في وجوه الخير، والتبشير بالخَلَفِ من فضل الله تعالى) «شرح صحيح مسلم 4 / 84». والله أعلم. * عضو الإفتاء والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالشرقية