طالبت استشارية طب الأسرة والمجتمع والمتخصصة في صحة المرأة والحاصلة على ماجستير الصحة العامة من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية د. غادة اليوسف بضرورة إنشاء مركز علمي لصحة المرأة، سواء يتبع لوزارة الصحة أو التعليم العالي، يهتم بكل مشكلاتها الصحية خاصة تلك التي ترتبط بالعادات، ولا تتعامل معها المرأة السعودية بالوعي المطلوب مثل مرض السلس البولي. وألقت الدكتورة الضوء على مشكلة غياب الوعي المجتمعي بالمشكلات الصحية للمرأة، كما تطرقت للسلبيات والإيجابيات التي تواجه المبتعثين للدراسة في امريكا من واقع تجربتها العلمية هناك، مثمنة في هذا الجانب الدعم الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وجهود ولي العهد وأمير المنطقة الشرقية وجامعة الدمام في تذليل كافة المشكلات التي يواجهها المبتعثون، وتحدثت عن الكثير من النقاط المهمة في هذا الحوار.. * كيف لمست اهتمام الحكومة بتأهيل المرأة أكاديمياً عبر الابتعاث؟ الاهتمام بالمرأة السعودية سواء من ناحية الابتعاث للدراسة أو الاهتمام بصحتها، يشهد تعاظماً أكثر في عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بعد أن أصبحت تنمية المرأة تشكل جزءاً كبيرا برؤية المملكة 2030 وظهر هذا الاهتمام جلياً في فترة دراستنا في أمريكا، حيث كان المسؤولون في الملحقية الثقافية بأمريكا يذللون العقبات التي تواجه المبتعث، وعلى المستوى الشخصي استفدت من هذا الاهتمام حيث تم ابتعاثي لجامعة جونز هوبكنز في تخصص الصحة العامة، التي تعتبر الأولى على مستوى الجامعات الأمريكية من ناحية الترتيب في هذا التخصص وكان تفوقي ضمن أوائل الخريجين في التخصص سببا لترشيحي من قبل الجامعة لنيل عضوية دلتا أومغا الشرفية من جمعية الصحة العامة الأمريكية وهي تمنح لنسبة 10% من الأوائل الخريجين على مستوى الجامعة وأعتبر هذا إنجازا لوطني قبل أن يكون لي. * هل تمكنت المبتعثات من عكس صورة المرأة السعودية الحقيقية؟ المبتعثة السعودية تمثل دوماً واجهة مشرفة للمملكة، وفي جامعة هوبكنز وغيرها من الجامعات الأمريكية عكسنا هذا الجانب المشرق لأكثر من 40 جنسية تدرس هناك، وصححنا الصورة غير المكتملة عن المرأة السعودية، وبرهنا أنها قادرة على أن تنافس الأجانب في كافة المجالات، وأن تتولى المناصب وتتقدم بقوة في مناحي الحياة المختلفة مع المحافظه على الدين والقيم. * وما المشكلات التي واجهتكن كمبتعثات؟ من المشكلات التي تواجه المرأة المبتعثة المتزوجة بالذات مسألة التدقيق في اختيار مدارس الأطفال لاختلاف الثقافات وعدم توافر مدارس للغة العربية في المدن الرئيسة في الولايات، وللتغلب على الصعوبات التي تواجهنا ندعم بعضنا البعض كمبتعثات بواسطة حسابات الفيسبوك والانستجرام والأندية السعودية في الجامعات، كما لا ننسى الدور الفعال الذي تقوم به الملحقية الثقافية بأمريكا في هذا الجانب. * ما الأهداف التي تسعين إلى تحقيقها من دراستك لصحة المرأة؟ أسعى لتحقيق هدف جوهري من خلال تخصصي في صحة المرأة يتمثل في إنشاء مركز متخصص يعنى بالمرأة ويقوم بتوعيتها عن كيفية تفادي او التعامل مع امراض معينة مثل سرطان الثدي وأن تقبل بفكرة أن السلس البولي مرض وليس عرضا لتقدم السن، وأسعى لأن يكون هذا المركز مختصا بالبحث العلمي في جميع ما يخص صحة المرأة والعناية بها، وأنا أؤمن بإمكانية تحقيق ذلك، خاصة مع الدعم الذي توليه جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل لهذا الأمر، مع الإشارة إلى قرار مجلس الشورى قبل عامين بإدراج برامج صحة المرأة ضمن خدمات الرعاية الصحية التي توفرها الدولة للمواطنين، وإدراج وضع السياسات الوطنية لصحة المرأة والخطط اللازمة لتطويرها وتنفيذها ضمن مسؤوليات وزارة الصحة في توفير الرعاية الصحية. * ما الحقائق التي توصلت إليها من خلال أبحاثك بمجال صحة المرأة؟ وجدت أن مرض «السلس البولي» في المرأة حقيقة غائبة عن المجتمع وينظر إليه على أنه عرض ناتج عن تقدم العمر وليس مرضا تسعى لعلاجه، وتبين لي من خلال بحثي الذي أجريته على مستوى الشرق الأوسط وجود 5 دراسات فقط على مستوى المملكة تعنى بعدد الحالات الموجودة والعوامل المؤدية له، مما لا يعكس الواقع الحقيقي لحجم المشكلة. * مَنْ هي الشخصية التي تدينين لها بالفضل في نجاحك؟ أي نجاح أو إنجاز حققته أهديه لوالدي فقد وقفا معي وشجعاني منذ الصغر ووالدي بالذات تنبأ لي بالنجاح وكان يقول لي ستكونين شخصية ناجحة في حياتك وكان بمثابة الأب والصديق والأخ خاصة، ولا أنسى كذلك وقفة زوجي د.حاتم العزمان -طبيب مخ وأعصاب بالمستشفى الجامعي- وتشجيعه لي وتفهمه لطبيعة عملي. * كلمة أخيرة.. ماذا تودين أن تقولي فيها؟ أشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على دعمها لكل الطالبات المبتعثات معنويا ومادياً، ونسأل الله أن يديم نعمتي الأمن والأمان لهذا البلد. شهادة الماجستير التي حصلت عليها د. غادة اليوسف السيرة الذاتية ل «د. غادة اليوسف»: * معيدة بقسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل خريجة طب وجراحة عامة جامعة الدمام 2007 زمالة البورد السعودي والعربي عامي 2011 و2012 * حاصلة على الزمالة البحثية في التخصص الدقيق لعلم الأمومة والجنين، وماجستير صحة المرأة من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية