قاعدتنا هي الشيمة والطيبة والنظر للأمور من زاوية إنسانية بأخلاق إسلامية بعيدة كل البعد عن أخذ البعض بذنب الآخر، وشمول العقاب لمن ليس له ذنب، وهو ما تعلمناه من خادم الحرمين الشريفين على طول الأيام التي كان يطل فيها علينا بقرارت إنسانية شملت جميع القطاعات الوزارية، والتي كان يبعث فيها السعادة الى كل بيت سعودي تحت لواء حكمه، وبعد ذلك يخرج -حفظه الله- عن الدائرة الأساسية ليشمل زوايا متعددة خارج البلاد فينثر إنسانيته على جميع البلاد العربية بكل ما يمكن أن يفعل، ليتابع هذه الإنسانية بأبعاد كبيرة ليصدر القرار بفتح الأبواب لحجاج قطر دون عدد ودون تصاريح، ليثبت للكل أن الملك الإنسان سلمان بن عبدالعزيز يسبق دوما أيا من كان في التقدم خطوة للأمام لكل ما يمكن ان يضمن الحق لكل مواطن داخل بلاده وخارجها، حقه في بيت الله الحرام وغيره. هذا هو البيت السعودي والذي لا يمكن ان يباريه أي بيت آخر في الإنسانية والأخلاق السامية والكرم والعطاء والبذل، هو البيت الذي تربينا فيه وترعرعنا على طول السنين حتى أصبح هذا الطابع يغلب على الشعب عامة فتجده يتقلد هذه الإنسانية في جميع تعاملاته، ضاربا عرض الحائط بالأقوال التي تقلل من قيمته وقيمة أفعاله، لأنه يعلم أن ما فعله هو الأصل في التعامل وليس العكس. وبرغم الأزمة التي تشهدها العلاقات بين قطر والدول العربية، والتي ترتب عليها أمور عديدة بين قطر وأربع من الدول العربية على رأسها المملكة العربية السعودية، وأدى الى عقبات كثيرة منها التوجه الى الحج بالطرق التقليدية. تتالت النداءات وتدخلت الوساطات من الشيخ عبدالله آل ثاني، حيث توجه لسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في مدينة جدة، الذي وعد برفع الأمر إلى خادم الحرمين الشريفين، وبدوره حفظه الله استجاب وأمر بفتح المنفذ البري أمام الحجاج القطريين دون أن يكون لديهم أي تصاريح إلكترونية من أجل العبور لأداء فريضتهم بكل يسر واطمئنان، ولم يقف الأمر عند فتح المنفذ فقط بل كذلك أمر خادم الحرمين الشريفين بنقل جميع الحجاج القطريين بالطائرات، اضافة الى استضافتهم بالكامل وعلى نفقته الخاصة. فهل بعد هذا أي شيء (اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده واجعلهم ذخرا للعالم أجمع).