يعتبر حي «صاهود» من أقدم أحياء الاحساء، ويعد عالما مليئا بقصص الابداع وقصص الكفاح والتحدي، حيث يجمع 7 عوائل متخصصة في الأكلات الشعبية والتقديمات، بالاضافة الى سيطرة السيدات على العديد من المهن والحرف المتنوعة. تقول البائعة أم علي: 20 عاماً، وأنا أعمل الحناء وكانت امي ايضا كذلك، وبالطبع اختلف شكل الحناء في السابق عن هذا اليوم فكانت توضع الحناء في البوادي أما الان فالعلب والقمع والاسعار ايضا اختلفت، والطريقة تعتبر سرا لا يمكن الافصاح عنها لأحد، وهناك طرق كثيرة في تحضير الحناء وكانت سيدة تدعى أم سامي هي أول مَنْ علمتنا طريقة التحضير. وتضيف الحناية أم محمد: كنت لا استطيع التحدث حتى سن متأخرة، وكان المجتمع من حولي ينظر اليّ نظرة العطف، وكنت أعشق الرسم، حيث أرسم بيد أختي الصغيرة بقلم الحبر، وعندما ترى أمي يد أختي التي تمتلئ بالرسومات تضربني ولكن في كل يوم أعيد هذا الفعل حتى كبرت وصار عمري 15 عاما، وصرت اضع الحناء في يد أمي، ومنذ عملت بالحناء وحتى الان والمقابل لا يهمني أكثر من اعجاب التي أضع لها. وتقول صانعة الأكلات الشعبية أم جاسم: لقد تغير الزمان بالطبع وقديما كنا نعطي الجار من الأكل الذي يطبخ في منزلنا ونتبادل الأكلات الشعبية في كل يوم، والآن انتشرت البوفيهات والمطاعم التي تبيع الكبدة والأكلات الشعبية وادخلت فيها الدهون الضارة والأكلات الغريبة التي لا تمد الجسد بالفوائد، وانا ما زلت متمسكة بعمل الاطباق القديمة من الهريس والجريش والبرياني للعوائل التي تقطن بحي صاهود فقط ويكون عند الطلب، ولا أفكر أن الكل يعرفني ولكن أتمنى أن أرى بنات اليوم يعملن هذه الاطباق القديمة وبدون اي اضافات ضارة أو دهنية لا داعي لها، فالطعام هو كل ما يفيد الجسد وليس العكس. مشغل نسائي بمنزل احدى السيدات بالحي وتروي أم يوسف الخياطة: ورثت مهارات الخياطة من أبي، -يرحمه الله-، وقمت بالتدرب على ماكينات الخياطة الخاصة به، واشتهرت بالمنطقة بتصاميمي الجديدة والمختلفة، ويأتي لي أغلب سيدات الحي بشكل أسبوعي أو شهري واقوم بتعديل كافة الموديلات وتغييرها، واتمنى استمرار هذه الحرفة داخل بيتنا وان تتوارثها الاجيال، فهي عمل مستقل وبه الكثير من الابداع والمهارات كما انه يدر دخلا جيدا على صاحبته. اما المزينة أم صالح، فأشارت الى شغفها منذ الصغر بتعلم فنون التجميل، رغم رفض والدها لهذه المهنة وحصلت على دورة تعلم المكياج من المشاغل وكانت قيمة الدورة الواحدة 400 ريال، وبعد فترة اصبحت أضع مساحيق التجميل في غرفتي لشقيقاتي وبنات خالتي حتى تزوجت وكان زوجي هو مَنْ طورني أكثر وخصص لي جزءا من البيت ووفر لي كل ما احتاجه من ادوات وأجهزة واصبحت مقصد الكثير من سيدات وفتيات الحي.