برز التوش كفنان قطري كوميدي، من خلال مسلسل «فايز التوش» في 1984م، العمل الاجتماعي الذي تناول قضايا المواطن القطري منتقداً بشدة أخطاء الحكومة القطرية قدم منه ثلاثة أجزاء، منعت منه عدة حلقات إلى أن تم إيقافه بشكل نهائي، بعد ذلك اختفى التوش وانقطع حتى فتح له باب التمثيل مجدداً عبر تلفزيون أبوظبي قدم من خلاله أعمالا كوميدية محاولاً التطرق للقضايا العربية، لكن التجربة لم تصل لمستوى النجاح ولم تدخل إطاره. التوش فنان كوميدي يقدم كركترات مختلفة واليوم يعود من جديد محاولاً اقتناص الفرصة في الأزمة الحالية لتجديد علاقته مع حكومته من خلال مسلسله «شلي يصير»، بدءاً بحلقات تتحدث عن معاناة الأسر السعودية القطرية من قطع العلاقات ووجوب الحفاظ على البيت الكبير، هذا كلام لا نختلف عليه جميعنا وأعتقد أنني لست الوحيد الذي خدع بهذه الكذبة، فبعد أن توالت الحلقات بدأ سيناريو المضمون يتغير ويردد ما تردده قناة الجزيرة، مع تمرير الأكاذيب الصغيرة المبطنة ضمن الحوارات، محاولاً تغير وفبركة المقاطعة بتكراره ووصفها بالحصار وشتان بين المفردتين، ناهيك عن الادعاءات المتجددة لأكاذيب يتم نفيها دائماً من قبل القطريين أنفسهم. أتعجب كثيراً ولا أعلم هل هذا هو التوش الفنان الذي تسبب في إشغال حكومته إلى أن أوقفت مسلسله التلفزيوني واختفى نهائياً من الأعمال القطرية، الصدمة كبيرة، لست ضد التطرق للأزمة القطريه فنياً، للتوش آراؤه اتجاه الأزمة الحالية لكن نشر الأكاذيب وترويجها من خلال «شلي يصير» هنا صدمتي، فالخلاف سياسي ويبقى سياسيا ولن يغير من علاقتنا كشعوب أو من انسانيتنا. لكن سيلا من الكذب والتجني وأقساها في حلقة 16 عند ما قال: «أخاف أروح للحج وأروح من كيس هلي»، بلا شك لا يدرك التوش خطورة البعد النفسي علينا كشعوب خليجية لما يقدمه من خلال مسلسل سطحي هابط، حقيقةً أنه لشيء مؤسف نقل مثل هذه الأكاذيب من فنان له باع ومن قامة فنية كانت تحمل هم المواطن القطري في أعمالها الفنية سابقاً. نحن مدركون أن الجزيرة قناة تحوير وفبركة منذ زمن، فليس هذا بالأمر الجديد، بل الشيء الذي لم تدركه قطر، أننا من يريد الحفاظ على البيت الكبير وما صبر السعودية والبحرين والإمارات إلا دليل صارخ وحجة دامغة، فالمملكة قلب كبير يتسع لجميع الأحبة، ولكن لطول البال حدود خصوصاً إذا مس أمن وطننا ووطن جيراننا إضافة إلى عفونا مرة ومرتين، والآن أضحت الجزيرة والفنان القطري منابر للفتنة وتزييف الحقائق وكم أتمنى ألا ينجر بقية الفنانين القطريين وراء السذاجة التوشية. بالرغم من أن التوش ممثل متمكن ومثقف ويحب عالمه الخليجي لكن يظل هاجس وخشية لدى الجميع بأنه اجتهد في تقديم مسلسل «شلي يصير» إلى أن أصبح أداة من الأدوات الإعلامية الحكومية فلم يبقَ فيه إلا اسم التوش وأداؤه، أما السيناريو فيصل له مكتملا ولا عليه إلا التنفيذ. الفنان الحقيقي يصدق مع نفسه قبل صدقه مع متابعيه، يحمل هم الحقيقة لنقلها لمجتمعه الذي يمثله، وما قدم عمل لا يختلف عما روجت له الجزيرة ولا أعلم هل لدى قطر خلل في فهم معنى الفتنة. يؤسفني كفنان أن تنهال علينا هذه الافتراءات من ممثل خليجي كنت أعتبره قامة فنية حقيقية تتناول هم المواطن وقضاياه الاجتماعية بكل قوته خلاف ما ظهر عليه اليوم في الأزمة الحالية فسقط التوش وتاريخه للهاوية. ختاماً، كل أمنياتنا بمرور هذه السحابة لتعود مياه الود.