غادر مبعوث أمير الكويت النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يرافقه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح بلدهما أمس الثلاثاء في جولة إقليمية جديدة تشمل سلطنة عمانوالإماراتوالبحرين، وذلك بعد جولة قام بها أمس الأول، وشملت المملكة ومصر للبحث في حل أزمة قطر التي دخلت شهرها الثالث. وسيسلم مبعوث أمير الكويت رسالة خطية لسلطان عمان قابوس بن سعيد، بعدها سيتوجه المبعوث إلى الإمارات لتسليم رسالة خطية إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ثم إلى مملكة البحرين لتسليم رسالة خطية إلى الملك حمد بن عيسى. يأتي ذلك بعد مضي أكثر من شهرين من عمر الأزمة التي تسببت بها سياسات قطر الداعمة للإرهاب والفتن وإصرار الدوحة على نشر الاضطرابات في الدول الخليجية والعربية. في وقت وصف فيه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، هجوم وسائل إعلام قطرية على الإمارات وقادتها؛ بأنه يزيد من تعقيد الوضع. وفي تغريدات له على «تويتر»، نعت الهجوم ب«الخسيس»، لافتا إلى أهمية تعرية ما وصفه بالاستخدام الحزبي للدين من بعض الأطراف. وأكد أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ليست في حاجة إلى مثل هذه الرؤية. جهود كويتية وكان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، أكد قبيل الجولة الحالية استمرار بلاده في وساطتها بين المملكة والإماراتوالبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، لإيجاد حل للأزمة. وقال الجارالله: «الجميع يُعلق على هذه الوساطة آمالا كبيرة، لاسيما وأنها تتم بجهود أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح». وأشار الجارالله إلى أن جهود الأمير «وجدت دعما وتأييدا عربيا ودوليا للوصول إلى حل يُرضي جميع الأشقاء». من جانبه أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء على ضرورة تجاوب قطر مع شواغل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وجاء ذلك خلال استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الذي سلم السيسي رسالة من أمير الكويت. وذكرت الرئاسة المصرية أن الاجتماع تناول آخر التطورات المتعلقة بأزمة قطر. دور لواشنطن وفي السياق، زادت في الولاياتالمتحدة الأصوات المطالبة بدور عاجل لواشنطن في اتخاذ خطوات فعلية على الأرض من أجل إجبار قطر على وقف تمويلها ودعمها للإرهاب، لاسيما دعمها لجماعة الإخوان. «ناشونال إنترست» الأمريكية، في تقريرها حضت بقوة واشنطن على اتباع خطى الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، خصوصا في إنهاء دعمها للإخوان، مثلما تضغط واشنطن على دول عدة لوقف الدعم عن داعش والقاعدة. وذهب التقرير الذي كتبه نواف عبيد، من مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بكلية هارفارد كيندي، إلى أن قطر تلعب لعبة خطيرة ذات وجهين، لكسب نفوذ في العالم العربي من خلال دعم سعي الإخوان للسيطرة على الحكومات في المنطقة. وشدد التقرير على أن استسهال التفكير بالإخوان كجماعة سياسية يناقض وقائع التاريخ وفعل السياسة الحالي ومستقبل استئصال التطرف كأحد أسباب غياب الاستقرار العالمي. ونوه التقرير بأن حلم الإخوان يتبدد في بيئته العربية، لكن قطر مصرة على لملمة أطرافه، ونوهت بأن تاريخًا من الفشل لازمهم في السعي للإطاحة بالحكومات العربية، وتسيد المشهد السياسي، حتى مع دعم الدوحة السخي، الدعم الذي تطالب دول عدة الولاياتالمتحدة بوقفه فورًا، حتى لا ينقلب السحر على الساحر، كما ذكر التقرير. انتهازية إيران وفيما تستمر جهود الوساطة لحل الأزمة، وثبات موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على موقفها من الدوحة ومطالبتها بتنفيذ المطالب المعلنة، تواصل إيران استثمار الأزمة، حيث قال السفير الإيراني لدى قطر محمد سبحاني، أمس الثلاثاء: إن «الفرص مناسبة للغاية» لتعزيز التبادل الاقتصادي بين طهرانوالدوحة، بحسب ما ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية. ودعا سبحاني خلال مشاركته في نشاط في مدينة قم الإيرانية، إلى استغلال الحدود البحرية والمجال الجوي المشترك مع قطر، قائلا: «توجد فرص مناسبة للغاية من أجل رفع المبادلات التجارية بين البلدين». وأضاف السفير الإيراني لدى قطر: «يتم شحن البضائع إلى قطر جوا وبحرا، ولا مشكلات تعترضنا في هذا المجال». وأشار إلى حل بعض المشكلات المتعلقة بالنشاطات التجارية بين البلدين، كمشكلة إصدار تأشيرات الدخول للتجار، خلال الجلسات التي عقدت بين مسؤولي البلدين، وفقا للوكالة الإيرانية. يذكر أن وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي أعلن، الأسبوع الماضي، أن هناك رغبة مشتركة بين تركياوقطروإيران في نقل الصادرات التركية إلى قطر برا عبر الأراضي الإيرانية، وأكد الوزير التركي أنه سيناقش المقترح في إيران. تعذيب المعارضين واتساقًا مع التخبط القطري والخشية من غضب في الأوساط الشعبية القطرية، بدأت السلطات هناك في التضييق على معارضي سياستها، وبخاصة بعد خطوات الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث اشتدت وتيرة المعارضة لسلطة الدوحة التي تتبنى تنظيم الإخوان المسلمين وتنظيمات إرهابية أخرى. وقامت السلطات الأمنية القطرية مؤخرا باعتقال وتعذيب العديد من المعارضين القطريين من بينهم المواطن عبدالله بومطر البالغ من العمر 55 عاما، والذي اعترض على سياسة الإمارة.