ما نشاهده في شوارعنا من قيادة فوضوية، وانعدام شبه تام للانضباط والتقيد بشروط السلامة المرورية، إنما هو مؤشر على سوء التأسيس، والفشل الذريع لمدارس تعليم القيادة. وقد كتبت من قبل عن هذه المدارس التي لا يمكن أن تخرج لنا سائقين يفهمون معنى السياقة الآمنة والنظامية. ولو قدر لأحدكم زيارتها، لتأكدتم بأن «سلق البيض»، أسهل من الحصول على رخصة القيادة. كلام قد لا يعجب البعض، لكنها حقيقة تؤكدها أرقام الحوادث، التي تنجم عن التهور واللا مبالاة والاستهتار بأرواح الناس وممتلكاتهم. وحتى لا يكون ما أكتبه مجرد كلام دون قرائن أو أدلة، أدعوكم لزيارة مدارس تعليم القيادة في أي دولة من دول الخليج. وليكن الأمر أكثر سهولة، زوروا مدرسة تعليم القيادة في البحرين «على سبيل المثال» لتعرفوا الفرق. لدينا مدارس مساحتها لا تزيد عن مساحة ملعب كرة اليد، فكيف يمكن إعطاء الدروس التدريبية فيها!؟ وكيف يمكن منح السائق رخصة قيادة ولم يتم اختباره خارج أسوار تلك المدرسة، حيث القيادة الفعلية!؟ الكثير من الوافدين، لا يعرفون السياقة في بلدانهم، يتعلمون عندنا، ويحصلون على رخص قيادة، ويجوبون شوارعنا، دون أن يعرفوا حتى معنى العلامات المرورية. أما شبابنا فحدث ولا حرج.. فالرجل عندهم، هو من يحطم الأرقام القياسية في السرعة وارتكاب المخالفات، مما يسبب المزيد من الحوادث والوفيات والإعاقات. ومن لا يصدق فليتفضل لأقرب قسم للطوارئ، ليشاهد بأم عينيه، المآسي والآلام والفواجع. نصيحتي لمسؤولي المرور، أن تصدر الرخصة على مرحلتين، الأولى مدتها سنة (نظيفة)، يلتزم السائق فيها بعدم ارتكاب أي مخالفة كبيرة، كالسرعة الجنونية أو قطع الإشارة أو عكس السير في الطرق الرئيسية، فإن التزم جدد الترخيص له، وإن خالف، تسحب الرخصة ليبدأ من جديد. ولكم تحياتي