قال وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية د. ابراهيم بن محمد الميمن: «هي ليست مصادفة أن يتطابق مسلك الدوحة مع طهران»، وأشار في حديثه ل«اليوم»، إلى أن قطر شاركت علنا هذه المرة ما تحلم به ربيبتها إيران وتتوهم، بتدويل الحرمين المكي والمدني، ما توسدت لذلك عنوانا حمل زعما يقول «إن هذه المواقع إسلامية، ولا يجوز أن تدار من قبل المملكة». وأضاف الميمن: إن المملكة ليست بحاجة إلى شهادة أحد فيما تقدمه من رعاية لحجاج بيت الله الحرام، بتوجيه من القيادة الحكيمة، وأعمال التوسعة في الحرمين تشهد على جهود ولاة أمر هذه البلاد المباركة، ولقب خادم الحرمين الشريفين لم يأت من فراغ، بل تأسس على موروث يشهد به الجميع في العالم الإسلامي، موضحا، ان النظام القطري وكعادته يقُلب الحقائق وفقا لأهوائه وخططه المعادية للمملكة، ورغبته المكشوفة في تشويه سمعتها، مستغلا خلفية المعايير العادلة التي وضعتها السعودية بشأن الحجاج القطريين، وادعائها أنها حرمت القطريين والمقيمين فيها من أداء المناسك. قطر تلفظ أشقاءها وأبدى د. الميمن أسفه من سلوك القيادة القطرية، التي ترفض الاعتراف أمام شعبها بأن تصرفاتها ولفظها جيرانها واشقاءها، هي من أدت إلى منع مواطنيها السفر برا، فالمملكة جعلت السفر جوا أمرا متاحا بما يعنيه من معايير تنظيمية، ولم تمنع الاشقاء القطريين بتاتا من الوصول إلى مكة والمدينة، واشار إلى أن هذا يعد التزاما سعوديا اتفقت عليه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بتلك الإجراءات ضد الدوحة، مشددا على أن المملكة بعكس قطر وحلفائها، لم تنكث عهودا أو تلغي التزاما، وهذا ديدنها على مر العصور. ولفت وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ان سلطات قطر هي من عقدت المشهد إلى هذا الوضع، بإغلاقها تسجيل الحجاج، ومنعها القطريين من أداء المنسك، وهي بذلك تثبت أنها لا تضع اعتبارا لشعبها، فيما تطالب الآخرين بالوقوف عند مطالبها وادعاءاتها التي وصلت حد توظيف المقدس في المدنس، والمقدس هنا هو موسم الحج، فيما المدنس هو سياسة الدوحة ودعمها الإرهاب واستغلال هذه الفريضة الإسلامية لخدمة أهدافها المشبوهة. تدويل الشعائر المقدسة واردف د. الميمن: ان إيران دعت سابقا بتدويل الشعائر المقدسة بغرض معاداتها للمملكة ولأكثر من مليار مسلم يقفون وراءها، وهذا ما ظهر جليا برفض العالم الإسلامي لدعوتها المأفونة، واستدرك غاضبا: ها هو النظام القطري يلجأ إلى ذات السيناريو لتدويل الحرمين، بنية وضعهما تحت وصاية دولية أو إسلامية، وفي غمرة هذا الكلام يتناسى مسؤولوها أن الأمر لا يخصها أساسا، فهذا شرف رباني خص به الله المملكة ويعتز بهذا الشرف أكثر من مليار مسلم يقبلون ويقرون بالدور السعودي إزاء المقدسات، إضافة إلى أن مكةالمكرمة والمدينة تخضعان بالضرورة التنظيمية والأمنية لمفهوم السيادة الوطنية، غير القابلة للتجزئة أو المس أو الاقتراب بأي شكل من الأشكال. وحول توجيهات القيادة الحكيمة بخدمة واستقبال ضيوف الرحمن من جميع الجنسيات، قال د. الميمن: من قبل شهدت عدة مواسم للحج اثارة مشكلات من قبل حجاج إيرانيين، ورغم ذلك تستقبلهم المملكة مثلهم مثل بقية حجاج بيت الله. ابواب المملكة مفتوحة وواصل الأستاذ الأكاديمي حديثه: بالنسبة لقطر، فالمملكة لم ولن تنتقص من حقوق أي مسلم في أدائه الحج، قطريا كان أو من جنسية أخرى، وعلى رغم ما قد يعنيه دخول الحجاج القطريين إلى المملكة من زيادة للتأهب والكُلفة الأمنية، إلا أننا نجد قيادتنا وضعت هذا الأمر جانبا، وقالت لحجاج قطر -وكعادتها للجميع- «إن الباب مفتوح ضمن شروط منطقية وتتفق مع خدمة زوار الحرمين دون النظر إلى جنسياتهم وأماكن قدومهم»، وأضاف: «وما الحملة القطرية المسعورة إلا دليل على أنها تلقت صفعة قوية على وجه مخططاتها التي تم إفشالها كما تم نسف مثيلاتها من قبل». ونوه د. الميمن في رسالة للقيادة القطرية، قائلا: النظام القطري الذي يستجير مجددا بالمؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان، لا قصد من ذلك إلا الإساءة لسمعة المملكة وللمسلمين، وكل هذا التباكي لن يغير من الواقع شيئا، وكان الأولى للدوحة أن تسترضي أشقاءها بدلا من العزلة والاستلاب الإيراني، وأن تسترد عقلها الذي تاه شرقا واختطف في أحضان طهران.