وقفت حكومة خادم الحرمين الشريفين مع اليمن في حالتي السلم والحرب، فهي في الحالة الأولى عمدت إلى إنفاذ سلسلة من المشروعات الكبرى التي أدت إلى إنعاش الحركة الاقتصادية في اليمن الشقيق ومده بكل أسباب النماء والرخاء، وهي في الحالة الثانية تساعد اليمنيين للخلاص من جلاديهم وتحقيق تطلعاتهم بعودة الشرعية التي انتخبوها بمحض اختيارهم وحريتهم إلى اليمن. وها هو مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقف إلى جانب الأشقاء في اليمن؛ لتجاوز المحنة التي لحقت بهم؛ من جراء تفشي وباء الكوليرا بين ظهرانيهم، حيث قلت نسبة الوفيات في اليمن بفعل المساعدات السريعة التي يمارسها المركز لاحتواء الوباء والخلاص منه، وليس من المستغرب بين حين وحين أن يستولي الحوثيون على قوافل المركز المتجهة إلى المدن اليمنية لإنقاذ المرضى ومساعدتهم والتخفيف من مصائبهم. توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المتمحورة حول الاستجابة الفورية لنداء الأممالمتحدة ممثلة في منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية بتوفير الاحتياجات اللازمة لاحتواء وباء الكوليرا في اليمن بمبلغ 66 مليون دولار، هي استجابة تؤكد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على الشعب اليمني ووقوفها إلى جانب الأشقاء لإنقاذهم من هذا الوباء. وانتشار هذا الوباء الخطير جاء نتيجة لتداعيات الحرب، حيث انخفضت مستويات النظافة إلى أدنى درجاتها بفعل اعتداء الميليشيات الحوثية على المدن اليمنية ومنع إزالة النفايات المتراكمة منذ زمن طويل، وهذه النفايات أدت الى انتشار وباء الكوليرا بطريقة سريعة، وأدت بالتالي الى اصابة أعداد كبيرة من الأشقاء في اليمن بهذا الوباء، وتحاول الميليشيات المعتدية على الشعب اليمني نشر هذا المرض والحيلولة دون انقاذ المرضى المصابين به. دعم المملكة لليمن سيظل ساري المفعول إلى أن يتخلص هذا البلد الشقيق من تلك الميليشيات الإجرامية التي ما زالت توقد فتائل الحرب، وتحول دون اطفائها ودون عودة الشرعية إلى اليمن السعيد الذي سيظل سعيدا بإذن الله وتوفيقه، رغم جر أعدائه لدوائر شقائه وادخاله في أزمات متلاحقة ومنها الأزمة التي حلت بانتشار وباء الكوليرا بين أبناء الشعب اليمني بمنع ازالة المخلفات التي أدت لانتشار المرض. مواقف المملكة مشرفة ومسؤولة مع الأشقاء في اليمن، ومن يرجع إلى مختلف الأزمات التي حلت باليمن في كل حالاته وأحواله يكتشف دون عناء أن المملكة كانت تقف باستمرار مع هذا البلد الشقيق لانقاذه من تلك الأزمات الطاحنة التي مر بها، وقد تمكنت بعون الله من الانتصار لهذا الشعب وتخليصه من أزماته العديدة، ومنها أزمته الحالية التي يعانيها بفعل اعتداء الحوثيين على مقدراته ومصيره. وليس من الأسرار القول إن تلك المواقف أدت إلى الانتصار للشعب اليمني الشقيق والتخفيف من معاناته والوصول إلى تخليصه من أزماته، وتلك مواقف يشهد بها الأشقاء في اليمن، ويشهد بجدواها كل الأشقاء في الدول العربية، وقد أشادت بها دول العالم كله، فهي السبب بعد توفيق الله وعونه في إنقاذ الشعب اليمني من محنه ومصائبه وأزماته التي تؤمن المملكة بأنه قادر بإذن الله على الخروج منها والعودة الى حظيرته العربية من جديد.