دشّن المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» عبدالله الربيعة قافلة برية لمكافحة وعلاج وباء الكوليرا في اليمن، تحوي 550 طناً من الأدوية ومستلزمات تشخيص الوباء، وذلك من المقرّ الدائم للمركز في الرياض. ويتزايد عدد حالات الاشتباه بالكوليرا في شكل مستمرّ، إذ بلغ أكثر من 35524 حالة، من بينها 361 حالة وفاة، كما تم التحقّق مخبرياً من 312 إصابة، أي نحو 1 في المئة من إجمالي حالات الإصابة بالإسهال الحاد. وشكر الربيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتوجيهه المركز بالاستجابة العاجلة لمكافحة واحتواء وباء الكوليرا. وقال: «يأتي تدشين هذه القافلة تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة لمكافحة الوباء، إذ بادر المركز إلى تشكيل فريق استجابة عاجلة لوضع برامج التدخّل السريع وتشخيص الوباء وعلاجه والسيطرة عليه والعمل على محور الوقاية، كما جرى التنسيق مع الجهات المختصّة والشركاء المحليين والمنظّمات المختصّة لدعم الحاجات الضرورية لمواجهة الوباء من خلال توفير التجهيزات المخبرية للمساعدة في الاكتشاف المبكّر للحالات وتشخيصها وتوفير محاليل الإرواء الفموية والوريدية والمضادات الحيوية». وأوضح الربيعة أن «القافلة تحملها 25 شاحنة تحوي 700 ألف عبوّة من المحاليل الوريدية مع الأجهزة اللازمة لها، و200 ألف عبوّة محلول مكافحة الجفاف و550 ألف جرعة مضاد حيوي مخصّصة لعلاج حالات الكوليرا، يستفيد منها 50 ألف شخص في كل المحافظات اليمنية، مشيراً إلى أن هذه المواد وُزّعت وفق الخطّة التي تراعي الأولويات لجهة عدد الإصابات وانتشار المرض والكثافة السكانية. وأفاد بأن هناك خطّة عمل منظّمة نفذها المركز لتعزيز الرصد وتسجيل الحالات عبر قاعدة بيانات أنشئت لهذا الغرض، إلى جانب العمل على التشخيص الصحيح للمرض ودعم العلاج وبرامج السيطرة على الوباء. ولم يغفل الربيعة الإشارة إلى أن المركز يعمل مع عدد من الشركاء المحليين، ومنهم وزارة الصحة السعودية ووزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ووزارات الصحة في دول الخليج و «منظّمة الصحة العالمية» و «المنظّمة الطبية الدولية» (أي أم سي) ومنظّمة «يونيسيف» لتنسيق الجهود وتوحيدها في سبيل معالجة واحتواء الوباء. وناشد الربيعة المجتمع الإنساني الدولي ومنظّمات الأممالمتحدة «الوقوف مع المركز في هذه الحملة التي وجّه خادم الحرمين الشريفين بها، ومنع أي محاولة اعتداء على هذه المساعدات لأنها عاجلة وفيها إنقاذ حياة آلاف الأشخاص ويجب أن تصل إلى كل المحافظات من دون استثناء». بدوره أشاد وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، بما قام به «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية». وقال إن «هذه الأدوية والمستلزمات الطبية ستحلّ جزءاً كبيراً من الصعوبات التي تواجه القطاع الصحي في اليمن»، واصفاً مركز الملك سلمان ب «منارة العمل الإغاثي والإنساني». وشكر فتح المملكة قيادةً وحكومةً وشعباً و «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، على استجابتهم السريعة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في دعم اليمن بالمساعدات الطبية لمواجهة وباء الكوليرا، مشيراً إلى أن للمركز بصمات واضحة في المحافظات اليمنية كافة من خلال المساعدات التي يقدّمها. وأشار إلى أن «الحكومة اليمنية تقدّر عالياً كافة الجهود التي تبذلها السعودية ودول الخليج لليمن، في المجالات كافة»، مضيفاً أن «الشعب اليمني لا يمكن أن ينسى هذه المبادرات الكريمة والجهود الكبيرة التي تقدّمها قيادة المملكة لليمن». وأكد أن «اللجنة العليا للإغاثة تنسق مع المانحين كافة لإيصال المعونات والمساعدات الإغاثية بما فيها الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمرض الكوليرا، للعمل على مكافحة الوباء ومنع انتشاره».