تُعد المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية «نرعاك» التي تأسست عام 1997م، إحدى المؤسسات الوطنية غير الربحية في دعم إنشاء مراكز الرعاية الصحية المنزلية في المملكة، وتعمل على الارتقاء بجودة خدماتها، وبرامجها من أجل تلبية الاحتياجات الصحية والنفسية والاجتماعية للمرضى في بيئتهم المنزلية، ومساعدة الأسر على تقبل حالة مريضهم والعناية به بطريقة صحيحة لتحقيق الراحة والاستقلالية للمريض وأفراد أسرته. وتركز المؤسسة التي ترأسها الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز في رؤيتها على دعم إنشاء مراكز للرعاية الصحية المنزلية في المملكة، والإسهام في الارتقاء بجودة خدماتها، مع تلبية احتياجات المرضى النفسية والاجتماعية، ودعمهم بالمعدات والمستلزمات الطبية الاستهلاكية، وتعزيز القدرات الوظيفية للمريض ودعمه لتحقيق استقلاليته، وتفعيل دور أسر المرضى في تقديم رعاية صحية لمرضاهم من خلال توجيهات الطاقم الطبي. وفي الجانب التوعوي الصحي، تقوم المؤسسة بنشر الوعي والثقافة الصحية بين المرضى وأسرهم في المجتمع وتحويله إلى عنصر دعم لجهود الدولة في المجال الصحي وعاملٍ مساعدٍ لدور القطاعات الصحية، أما فيما يتعلق بالجانب التطوعي فتسعى إلى إعداد جيل مبادر للعمل التطوعي، وخاصة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، بالاضافة إلى توعية المجتمع ومسؤولي المستشفيات العامة بأهمية خدمة الرعاية الصحية المنزلية. وقدمت «نرعاك» عام 2015م فقط 9506 خدمات طبية واجتماعية لأكثر من 7000 مريض ومستفيد من المؤسسة، واهتمت بتقديم برامج تطويرية لتنمية مواردها بوصفها نقطة الوصل ومسئولياتها الاجتماعية المتمثلة في التركيز على المتبرعين ومقدمي خدمة الرعاية الصحية المنزلية، والتعامل بشفافية لكسب المتبرعين والمتطوعين، وكذلك الرعاة من أجل دعم المرضى المحتاجين لبرامجها. وتهتم المؤسسة بالدفاع عن حقوق المرضى، ورفع مستوى الجودة لمستويات عالمية، وزيادة التوعية وانتشار الخدمة وتقييس وتقنين الخدمات، ودعم المراكز العامة بالتدريب، والتثقيف والأنظمة والأجهزة الطبية، بالاضافة الى الدعم التقني لإنشاء مراكز جديدة عالية الجودة وبدء خدمات جديدة، وبناء قاعدة معلومات مشتركة من خلال إيجاد فلسفة تتمحور حول المريض، وجودة الرعاية، والسلامة للمريض. ويتنوع الدعم الخيري الذي تقدمه ليصل إلى مراقبة جودة الخدمات وتقنينها وتنظيمها، وتشجيع انتشار تلك الخدمات، والتأثير على صناع القرار، والتوعية والتثقيف للعامة، وتحسين مستويات المراكز المدعومة، وتثقيف وتدريب مقدمي الرعاية، وكذا تحسين الإدارة والرعاية، والأجهزة والأدوات الطبية، وإلى تأمين سيارات فريق الرعاية المنزلية، وتأهيل مسكن المريض، والأجهزة العلاجية، والأجهزة والتركيبات الطبية، وتعديل السيارات للمعوقين، والرعايتين الترويحية والتلطيفية. وتتلخص أنواع الرعاية الصحية المنزلية التي تقدمها المؤسسة في الرعاية التمريضية للمرضى وكبار السن، والعلاج التنفسي، والغذائي، ورعاية مرضى الأمراض المزمنة منها: «السرطان والقلب والسكري والضغط»، وتتعدى إلى رعاية ما بعد العمليات الجراحية وتضميد الجروح وفك الغرز، وإدخال القساطر، والعلاج الطبيعي والتأهيلي للمقعدين والعاجزين جسديا، إلى جانب الدعم النفسي الاجتماعي. وفي إحصائية أعدتها المؤسسة عن عدد من يحتاجون الرعاية الصحية المنزلية، فقد بلغ 45 شخصا من كل 1000 شخص في المملكة لديهم نوع من أنواع العجز يحد من قيامهم بالأعمال اليومية المعتادة، و14 شخصا من كل ألف يحتاجون للرعاية الصحية المنزلية، و48 ألفا في منطقة مكةالمكرمة حاليا يحتاجون لرعاية صحية منزلية وسيتزايد هذا العدد ممن تتجاوز أعمارهم ال 65 عاما. وبحسب عضو مجلس الأمناء رئيس تنمية الموارد والعلاقات العامة بالمؤسسة عبير قباني، فإن المؤسسة وقعت مؤخرا اتفاقية تعاون وشراكة مجتمعية مع وزارة الصحة بهدف رفع مستوى كفاءة الرعاية الصحية المنزلية، من خلال تدريب الكوادر البشرية العاملين في مجال الرعاية الصحية المنزلية، وتعزيز شمولية الرعاية الصحية المقدمة للمرضى في منازلهم، وتقدم دعما للمراكز الطبية المختصة بالرعاية المنزلية التابعة لوزارة الصحة في كل من: جدة، والرياض، وعسير، والباحة، والمدينةالمنورة بالإضافة إلى أكاديمية الطب المنزلي في المدينةالمنورة.