معارك الإرهابيين ضخمت خسائر ميليشيات حزب الله اللبناني في عرسال، بعد وصول عدد قتلاه إلى 20 قتيلا في يومين من المعارك، إضافة إلى خسائره في العتاد، وأسر عنصرين للحزب خلال اليوم الأول من المعركة في مواجهة مسلحي جبهة النصرة الإرهابية، في وقت تضيق واشنطن الخناق على الميليشيا ونظام إيران ونشاطهما الإرهابي في المنطقة؛ بفرض عقوبات جديدة من الكونجرس. وقدم مشرعون جمهوريون وديمقراطيون مشروع قانون جديداً للكونجرس، يقضي بزيادة العقوبات الاقتصادية ضد حزب الله وتجفيف مصادر تمويله، ومعاقبة أي مؤسسات أو دول تتعاون معه، خاصة إيران. وقضى نواب من الكونجرس شهوراً من المداولات، إضافة إلى العديد من جلسات الاستماع لوفود ومسؤولين لبنانيين زاروا الولاياتالمتحدة خلال الفترة الماضية، لوضع مشروع القانون ليحدد بعدها النواب مؤسسات عدة تابعة لحزب الله مطالبين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض عقوبات على أي فرد أو جهة تقوم بدعمها، ومن هذه المؤسسات: بيت المال وجهاد البناء وجمعية دعم المقاومة وقسم العلاقات الخارجية للميليشيا، إلى جانب الأمن الخارجي للحزب وتليفزيون المنار وراديو النور. في المقابل، جاء النشاط غير القانوني والإجرامي لحزب الله تحت طائلة مشروع القانون الجديد، حيث استهدف نشاطات تجارة المخدرات التي يقوم بها الحزب، إلى جانب النشاطات الإجرامية الدولية مثل ابتزاز الأموال وتبييضها. كذلك طلب مشروع القانون من الإدارة الأمريكية وضع قائمة بمصادر تمويل الميليشيا، بما في ذلك نشاطات التهريب والمساعدات الإيرانية وعائدات الجمعيات الخيرية، ودعا إلى تقديم تقرير حول ثروات قادة الحزب. ورأى نواب الكونجرس أن هذه العقوبات ستقلص بشكل كبير نشاط شبكات تمويل الحزب وأعماله الإجرامية الدولية، إضافة إلى معاقبة مؤيديه، وأهمهم إيران. وعلى صعيد المعارك على الأراضي اللبنانية، استمرت الاشتباكات العنيفة بين فصائل الجيش السوري الحر المعارض، وهيئة تحرير الشام، ضد ميليشيا حزب الله وقوات نظام الأسد على عدة محاور في جرود عرسال من جهة سهل الرهوة، وجرود فليطة من جهة الضهر الأسود في القلمون الغربي. ووفقا لمصادر ميدانية، مُني الحزب بمزيد من الخسائر البشرية في منطقة القلمون، بعد ارتفاع عدد قتلاه إلى 20 مسلحا، إضافة إلى خسائره في العتاد، وأسر عنصرين خلال اليوم الأول من المعركة، في وقت شيعت فيه الميليشيات اللبنانية أمس، ستة من قتلاها في معارك عرسال. فيما قتل نائب رئيس بلدية عرسال السابق أحمد الفليطي وهو الوسيط اللبناني بين ميليشيات حزب الله ومسلحي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا)، متأثرا بإصابته بعد استهداف سيارته في عرسال. وأكدت المصادر أن عددا من مقاتلي الجيش الحر وهيئة تحرير الشام استشهدوا إثر استهداف ميليشيا حزب الله بصواريخ حرارية موجهة لسيارات دفع رباعي على طريق فرعي جنوب وادي حميد في جرود عرسال، ما أدى إلى تدميرها ومقتل ستة عناصر. وفي الجانب الآخر، رفض تيار المستقبل كل أشكال توريط لبنان في حرب سوريا، معتبراً أن مشاركة الميليشيا فيها، خروج على مقتضيات الاجماع الوطني والمصلحة الوطنية. وأكد بيان تيار المستقبل إدانته لأية اعمال تتصل بالاعتداء على السيادة اللبنانية، سواء من جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة التي اتخذت من الجرود مكاناً لتهديد الأمن الداخلي اللبناني، أو من جانب سوريا وحلفائها الذين قرروا تصفية حساباتهم مع تلك التنظيمات، على أرض لبنان وبمعزل عن أي قرار أو مشاركة للدولة اللبنانية وسلطاتها الشرعية. وشدد البيان على أن مسؤولية حماية أهالي عرسال وغيرها من القرى اللبنانية تقع حصراً على الدولة اللبنانية وجيشها، الذي سيبقى بالنسبة الينا والى جميع العرساليين واللبنانيين محل الشكر والتقدير والامتنان الوحيد. وأشار التيار الى أولوية تجنيب لبنان تداعيات تلك الحرب، ودعم الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحماية بلدة عرسال وأهلها والنازحين الى محيطها، ومنع كل محاولة لزجها في أتون المعارك ومخاطرها، رافضاً رفضاً قاطعاً وضع هذا الالتزام في خانة بعض المحاولات الجارية لإضفاء صفة الشرعية على قتال حزب الله في الجرود أو داخل سوريا.