دارت معارك عنيفة على الحدود السورية اللبنانية أمس الجمعة، بين ميليشيا حزب الله وقوات نظام الأسد من جهة، و«جبهة النصرة» وفصائل معارضة مسلحة سورية من جهة أخرى. وأفادت مصادر إعلامية بسقوط 3 قتلى من ميليشيا حزب الله خلال الاشتباكات، فيما قتل لاجئ سوري في مخيم قريب من حواجز الجيش اللبناني. وبدأ الجيش اللبناني وميليشيا حزب الله أمس هجوما على الجماعات المتطرفة في جرود عرسال الحدودية مع القلمون سوريا، بينما تساندهم من الجهة الأخرى قوات بشار الأسد. وأفادت الوكالةُ الوطنية للإعلام بأن الهجوم البري لميليشيا حزب الله بدأ من مرتفعات سلسلة الجبال الشرقية باتجاه مواقع جبهة النصرة بعد قصف مدفعي مركز وغارات جوية لطيران نظام الأسد. وقد شنت طائرات النظام حوالي 15 غارة على مواقعِ النصرة في جرود عرسال. وسيطرت ميليشيا حزب الله على بعض النقاط في جرود عرسال اللبنانية مدعومة بغطاء جوي من النظام، فيما لم تحدد ميليشيا حزب الله فترة زمنية لانتهاء المعارك. وواجهت ميليشيا حزب الله صعوبات في التقدم إلى مناطق تحت سيطرة جبهة النصرة في جرود عرسال، ما أدى لتكبدها خسائر بشرية في صفوفها. وأفادت معلومات باستمرار الوساطة مع المسلحين لإقناعهم بالانسحاب بمبادرات شخصية رغم المعارك. ويعمل الجيش اللبناني على منع فرار مقاتلي «النصرة» إلى الداخل اللبناني. وأفادت مصادر عسكرية أن الجيش اللبناني يشدد المراقبة على كل المعابر بين جرود عرسال والبلدة لمنع تسلل أي مقاتلين. وقد استهدف الجيش اللبناني مجموعة إرهابية حاولت الفرار باتجاه عرسال قادمة من وادي الزعرور. ومنذ ليل الخميس، تستهدف ميليشيا حزب الله والقوات السورية مسلحي «جبهة النصرة» في تلال عرسال بالأراضي اللبنانية، فيما تقصف أيضا القلمون بالجانب السوري. من جهة أخرى، استهدفت المعارضة السورية المسلحة تجمعا لميليشيا حزب الله بصورايخ حرارية موجهة في جرود فليطة بالقلمون الغربي، مما أدى لتدمير الموقع ومقتل المسلحين المتواجدين فيه. وفي سياق متصل تمكنت المعارضة من إسقاط طائرتي استطلاع تابعتين لميليشيا حزب الله في جرود القلمون الغربي. وتترقب قوات من الجيش اللبناني الوضع، متأهبة لحدوث أي تطور في المعارك، وفي حالة جاهزية استثنائية، حسبما قالت مصادر عسكرية. ويفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا بين عرسال وتلالها، لمنع تسلل أي من المسلحين إلى البلدة التي يسكنها أكثر من 100 ألف مدني، بينهم لاجئون سوريون. وأكد مصدر عسكري أن الجيش اللبناني استهدف بالفعل مجموعة من المسلحين حاولت الفرار باتجاه بلدة عرسال، قادمة من وادي الزعرور في تلال البلدة. ودعا الجيش اللبناني المنظمات الدولية الإنسانية والصليب الأحمر لمواكبة عمليات دخول النازحين الراغبين في الخروج من المخيمات القريبة من تجمعات المسلحين. ويطالب اللاجئون المقيمون في تلك المخيمات بحماية دولية للمدنيين فيها، لا سيما أن الجيش اللبناني لن يسمح بعبور الرجال من تلك المخيمات باتجاه البلدة، خشية تسلل «إرهابيين» إلى عرسال لاستهداف مقرات الجيش الموجودة فيها وفي محيطها. إلا أن مصادر إعلامية ذكرت أن الجيش اللبناني يسهل فرار لاجئين سوريين من مخيمات جرود عرسال إلى الداخل اللبناني، وذلك بإشراف مندوبين من الأممالمتحدة. من جهة أخرى، ترأس وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق اجتماعا لمجلس الأمن المركزي في مقر وزارة الداخلية للبحث في التطورات الأمنية. وبحث الاجتماع سبل مكافحة التحريض في مواقع التواصل وتدابير حماية المدنيين.