يعيش العظماء حياتهم وتجاربهم كلها ليقدموا لنا مشروعات يخلدها التاريخ ويتذكرها الناس دائما لإعادة شحن بطاريات الأمل والتفاؤل في نفوسنا ونحن نحتاج لمثل هذه المشروعات العظيمة التي تبث الهمة في القلوب، وتخرج الأفضل داخل كل واحد منا ليحقق النجاح، أسوق إليك خير نموذج يحض على العلم والحلم والفكر والعمل، ولا شك أن عاقبة ذلك هو الخير كل الخير. كشف تقرير إحصائي صادر عن الهيئة العامة للإحصاء أن نحو 11.74 مليون نسمة من السعوديين تقل أعمارهم عن 30 سنة، يمثلون 58.5% من إجمالي السكان السعوديين، وهو ما يشير إلى أهمية الاستثمار بهم بما يحقق تطلعاتهم ويساهم في تنمية الوطن. تعد مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية «مسك»، مؤسسة خيرية غير ربحية، من أهم وأفضل المؤسسات التي تكرِس أهدافها وجهودها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية وهذا كله يعزز مكانتها الاقتصادية على مستوى العالم فالدول لا تبنى إلى بسواعد شبابها. وتكمن رؤيتها في «استحداث الفرص لتنمية المجتمع وإطلاق طاقات أفراده»، ورسالتها هي «تمكين المجتمع من التعلم والتطور والتقدم في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية، عبر إنشاء حاضنات لتطوير وإنشاء وجذب مؤسسات عالية المستوى، وتوفير بيئة تنظيمية جاذبة». كما ترتكز اهتمامات «مسك» الخيرية، تلك الشجرة الوارفة الظلال التي تجعلك تدقق النظر في أهدافك وتسلط المنظار على حياة وعقول ثروتنا البشرية التي ليس لها حدود تقف عندها سوى التي اقتنعنا بوجودها، على ثلاثة محاور: الثقافة، والتعليم، والإعلام. يمثل الملتقى الإعلامي المرئي الرقمي «شوف» مبادرة مميزة تهدف إلى إبراز المقدرة الوطنية ورفع وعي الشباب في هذا الموضوع. وانطلاقا من أهمية التعليم في بناء الوطن، فالجيوب الفارغة لم تمنع أحدا من إدراك النجاح، بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك، لذا فقد ساهمت «مسك» في إنشاء ورعاية مدارس وأكاديميات، كما تم عقد اتفاقية مع جامعة هارفرد لابتعاث الطلبة المميزين. كما تم عقد برنامج «قيادات» في أماكن عدة بالمملكة، وهو برنامج تدريبي يهدف إلى تمكين وتطوير الشابات في مجال القيادة، بالإضافة إلى فعالية مميزة أخرى وهي «حكايا مسك» والتي تمثل سلسلة من الفعاليات للجنسين من شتى الأعمار. أما المبادرات الإعلامية فهي كثيرة وعظيمة، وعلى رأسها «مغردون»، فلقد كان الحدث الأبرز على الساحة في تبادل الخبرات الشبابية بين بعضهم البعض ومع المختصين لإثراء المحتوى الإعلامي. كما اعتدنا على قول «مسك الختام»، وأنا هنا أقول بكل فخر بأن «مسك» هي بداية وليس ختاما. هي بداية لكل شيء جميل ومميز، فلكل مبدع إنجاز ولكل نجاح شكر وتقدير، فجزيل الشكر نهديه لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولسعادة الأستاذ بدر العساكر، ولكل من شارك في جعل مسك حقيقة وواقعا. شكرا لكم لأنكم أحييتم الآمال لدى الكثير من شابات وشباب الوطن بمستقبل أفضل ووطن يسمو بسواعد أبنائه.