يمثل الشباب والشابات نسبة تتجاوز ال 60% من مجموع السكان في المملكة، ولنكن صريحين أكثر فهم لا يلعبون دورا مهما في صناعة القرار، كما أن مساهمتهم في المجال الاقتصادي تعتبر محدودة مقارنة بنسبتهم الكبيرة في الهرم السكاني، لذلك كان لابد من مبادرات وخطط تعطي دورا أكبر للمبدعين الشباب والشابات ليقودوا عملية التنمية والنهوض بالوطن والمساهمة في مزج روح وحيوية الشباب مع الخبرات الموجودة لنستطيع ايجاد جيل مرن منفتح على الحضارة ومعطياتها متقبلا كل ما هو جديد ويستطيع التأقلم معه بكل أريحية وسهولة، ونحن نشاهد حاليا الكثير من الحضارات التي ساهم شبابها وشاباتها في نهوض دولهم بعد أن أتيحت لهم الفرصة كاملة. في المملكة لسنا بعيدين عن هذا الفكر الذي يعطي الشباب دورا مهما وحيويا في المراكز الحساسة فمنذ تأسيس المملكة على يد المغفور له - بإذن الله- الملك عبدالعزيز وللشباب نصيب وافر من هذا التوجه، لكنه يزداد إلحاحا في وقتنا الحاضر بسبب ارتفاع نسبتهم في التركيبة السكانية، ويأتي برنامج الابتعاث كأحد البرامج المهمة التي جاءت لتعليم أبنائنا في أرقى الجامعات العالمية ليقودوا التنمية في هذا الوطن بعد عودتهم، كما ظهرت للعيان بعض المبادرات التي تؤكد على أهمية هذا الموضوع ومن أبرزها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية «مسك الخيرية»، وهي مؤسسة خيرية غير ربحية، تكرِس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للمملكة. ولتحقيق ذلك، تركز المؤسسة على الاهتمام بالشباب في أنحاء البلاد، وتوفر وسائل مختلفة لرعاية وتمكين المواهب والطاقات الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، والدفع بها لترى النور واغتنام الفرص في مجالات العلوم والفنون الإنسانية. وقد أعطى هذه المؤسسة تناغما مع أهدافها أن القائمين عليها من خيرة شباب هذا الوطن وعلى رأسهم مؤسس «مسك» الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع الذي لم تمنعه مشاغله الكثيرة وارتباطاته المتعددة من الاهتمام بهذه الشريحة المهمة، حيث أعطى المؤسسة دفعة قوية للأمام لتمكين الشباب من تحقيق طموحاتهم وتنمية وتطوير طاقاتهم بما يعود بالنفع على البلد. ولأجل ذلك يأتي تنظيم منتدى مسك العالمي بمشاركة 65 دولة تحت شعار «القادة الشباب معا» في الرياض منتصف شهر صفر الحالي ليؤكد أن الشباب هم الركيزة الأساسية التي تراهن عليها المملكة لتحقيق التقدم والتطور بإذن الله وكيفية إعدادهم وتنمية مواهبهم في كافة المجالات، ويشير أحد شباب هذا الوطن ذوي الكفاءة بدر العساكر أمين عام المؤسسة الذي يعمل بجد لنجاح هذا المنتدى الدولي الى أن أهدافه تتكامل مع توجهات السعودية نحو تحقيق رؤية 2030 فيما يتصل بتمكين الشباب وتطوير قدراتهم. إن الرهان على الشباب ليس صعبا متى ما أعطوا فرصتهم كاملة بشرط إطلاعهم على الخبرات الخارجية وبث روح المنافسة لديهم وإطلاق طاقاتهم الإبداعية لتحقيق الريادة والتميز.