مؤسسة "مسك" مؤسسة خيرية غير ربحية، تكرِّس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل لبلادنا ووطننا الحبيب. ولتحقيق ذلك تركز هذه المؤسسة الفتية على الاهتمام بالشباب في أنحاء البلاد، وتوفر وسائل مختلفة لرعاية وتمكين المواهب والطاقات الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، والدفع بها لترى النور واغتنام الفرص في مجالات العلوم والفنون الإنسانية. ودعمت مسك ركائز المعرفة في مجتمعنا في الحاضر والمستقبل من خلال تمكين ابنائنات الوطن نحو التعلم كوسيلة للتطوير ودفع التقدم في الأعمال التجارية، والجوانب التكنولوجية والأدبية والثقافية والاجتماعية. يقول عنها رئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز:(سنسعى من خلال مؤسسة "مسك الخيرية" إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع، بما يضمن استدامتها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري، وتحرص القيادة الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الاستثمار في رأس المال البشري، ودعم وتوفير البيئة المناسبة له لينمو ويساهم في تمكين هذه البلاد الغالية من التقدم والتطور، واتخاذ الموقع المناسب لها التي تستحقه) ومن أهم المجالات التي تهتم بها الجمعية الجانب الثقافي حيث ترى أن نشر الثقافة هو سلم الصعود نحو النهضة والتقدم، ولطالما كان المستوى الثقافي بمثابة معيار لمدى الرقي الفكري للأفراد والمجتمعات، لذا سعت وتسعى لإطلاق مشروعات ثقافية تستهدف مفاصل التنمية في جسد المجتمع الشبابي لذلك شاركت بأغلب معارض الكتب المحلية، كما أقامت الجمعية عدة ندوات وورش عمل مبسطة لعدد من طلبة الجامعات والمهتمين بالأدب والثقافة، كان آخر هذه الفعاليات تنظيم ندوات وورش عمل في جامعة الدمام وجامعة الملك خالد في أبها، تضمنت عدد من المواضيع التطويرية كعملية التأليف والإنتاج الفكري والثقافي في المجتمع، كما شكلت الشراكة التي تجمع "مسك الخيرية" بمنظمة "اليونسكو"، خطوة فريدة من نوعها لتطوير وتنمية العمل الثقافي في عدة جوانب هامة. كما ركزت الجمعية على الجانب الإعلامي وحرصت على مواكبة أحدث الممارسات في مجال الإعلام، من منطلق أهمية ألا يتخلى الإعلام عن مسؤوليته الاجتماعية كوسيلة بناء وتنمية تزيد من مستوى الوعي وترتقي بالمجتمع والوطن، ومن بين الجهود الإعلامية التي بذلتها "مسك الخيرية" على مدى الأعوام الماضية، ملتقى "مغردون" الذي أقيمت دورته الأولى في شهر مارس من العام 2013، ليستمر بعد ذلك بشكل دوري كل عام، كما يمثل ملتقى الإعلام المرئي الرقمي "شوف"، الذي انطلق لأول مرة في شهر أكتوبر من العام 2013 ليستمر بعد ذلك بشكل دائم وسنوي، وتأتي فعالية "كمل" كأحد وجوه الدعم الإعلامي الذي تعمل عليه "مسك الخيرية"، إذ تعتبر شريكاً إستراتيجياً في هذه الفعالية التي تقوم على تحفيز وتشجيع الشباب على المبادرة والإصرار سواء في بدء مشاريعهم الخاصة أو إكمال ما تعثر منها، ولم تغفل جمعية مسك الجانب العلمي والتعليمي لذلك عملت وتعمل على دعم العملية التعليمية من خلال إنشاء ورعاية مدارس وأكاديميات تتميز بمعايير تعليمية عالمية مثل مدارس مسك ومدارس الرياض، كما عقدت شراكات دولية للاستفادة من الخبرات الدولية المتميزة، مثل الشراكة مع جامعة هارفارد الأميركية، والتي شملت اعتماد برنامج إعداد القادة، إذ حصلت "مسك الخيرية" على تفويض من الجامعة لتكون وكيلاً لها في مجال القيادات الشابة الناشئة في الشرق الأوسط، كما تضمنت الاتفاقية توفير مقاعد دراسية في برنامج التأهيل وتطوير القيادات بالجامعة، بحيث تقوم "مسك الخيرية" باختيار طلبة سعوديين متميزين وابتعاثهم لهذا البرنامج، إلى جانب تبادل زيارات الوفود التي من شأنها تطوير الشراكة والعمل بين الطرفين، وطال اهتمام "مسك الخيرية" جانب التعليم بالمجان، حيث دخلت في تعاون مع "أكاديمية خان" وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية، شعارها "تعليم بالمجان على مستوى عالمي لكل شخص في كل مكان"، وتتقاطع قيم الأكاديمية مع قيم "مسك الخيرية"، حيث يقوم المركز بترجمة مقاطع فيديو لإثراء المحتوى العربي من أكاديمية خان في علوم عديدة، ومن بين الفعاليات التي تبنتها "مسك الخيرية" فعالية "من منصة التعليم إلى أفق العالم"، والتي أقيمت في مقر جامعة دار العلوم، وكذلك إنشائها لأكاديمية مسك للقادة بحثاً عن الاستفادة من المزج بين التعلم والقيادة، وذلك لإتاحة الفرص للتعلم نظريًّا والاستفادة من تجارب الآخرين. ولم تكتف هذه الجمعية المتميزة بتقديم مبادرات ذاتية ابداعية بل تجاوزت ذلك إلى تبني مبادادرات عن طريق رعايتها ودعمها كمبادرة أفق العالم ومباردة لنتعلم من العالم ومبادرة مرسى حيث ترسو الأفكار وغيرها من المبادرات الهامة التي تصب في صالح مجتمعنا وفائدة ابنائنا وبناتنا. وإنني اذ استعرض ماقامت به هذه الجمعية الفتية من خدمات كبيرة وإنجازات مثمرة بناءة شملت ثمراتها الطيبة ومخرجاتها المتميزة ابناء وبنات الوطن في الداخل والخارج مع مراعاة الجودة في كل ماقدمته وتقدمه، لأهيب ببقية الجمعيات الخيرية والاجتماعية أن تحذو حذوها في رؤيتها ورسالتها وتسلك طريقها للارتقاء بالأداء وتخطيط الأهداف المناسبة بشكل مبتكر بعيدا عن التقليدية أوالعشوائية في الأداء والتنظير الهامشي الذي لانخرج منه بإنجازات إيجابية. *كاتبة وأكاديمية بجامعة الطائف