إذا كان الدور الاجتماعي لكل من المدرسة والأسرة يتجلى في التنشئة الاجتماعية للأفراد عن طريق التربية فإن علاقتهما يجب أن تنطلق من هذا المنظر الأساسي. فعملية الإنتاج «أي التربية» كلها على عاتق المدرسة بل يجب أن تكون علاقة شاملة تبنى على أنهما شريكان في عملية الإنتاج والتوزيع وفي رأس المال وبالتالي فهما شريكان في الربح والخسارة في حالة حدوث أي منهما. وبالرغم من التغييرات التي تحدث في الأسرة والمجتمعات الحديثة فهي ما زالت إحدى المؤسسات ذات الأثر البعيد في المجتمع، ففي المنزل يتعلم الطفل اللغة ويكتسب بعض الاجتهادات ويكون رأيه عما هو صحيح أو خاطئ، والنواة الأولى للطفل هي النواة التكوينية لحياته وأثرها وتلازم الطفل حتى يدخل المدرسة، لذلك فتربية المدرسة هي امتداد لتربية الطفل في المنزل.