تواصل مصر دفع ثمن مكافحة خطر تطرف حركة «حسم» المنتمية لجماعة الإخوان، بجانب الإرهاب الذي يهدد العالم كافة وليس المنطقة العربية فحسب؛ إذ قتل أول أمس «الجمعة»، خمسة شرطيين في هجوم إرهابي في منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، فيما يؤكد عدد من البرلمانيين وخبراء الأمن أن الفاتورة باهظة من أجل التصدي لطيور الظلام من الجماعات المتطرفة المدعومة من دولة بعينها. ستطول المواجهة ويقول الخبير الأمني اللواء عبدالله الوتيدي: «لن يكون حادث البدرشين الأخير في مواجهة الإرهاب وسيطول أمد مواجهة هذه الخفافيش، التي تعمل في الظلام والتي استطاعت خلال الأعوام الأخيرة الحصول على المال والتدريب من أجل تنفيذ العمليات الإرهابية»، ولفت الى «أن جماعة الإخوان الإرهابية تتحمل مسؤولية ما تشهده مصر وعدد من الدول الشقيقة من عنف ودم، لأنها المرجعية الأولى والحاضنة الشرعية لكل جماعات التطرف والعنف في المنطقة العربية». وأضاف الوتيدي: «بدأ تنفيذ مخطط الإرهاب منذ تولى عضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان محمد مرسي مسؤولية إدارة الشؤون في مصر، فقد أصدر قرارات بالعفو عن عدد كبير من الإرهابيين من أعضاء جماعته والجماعات المتطرفة الأخرى، وأسند ملف إعادة تنظيم هذه الجماعات لعضو جماعة الجهاد محمد الظواهري، الذي بدأ في تكوين خلايا عنقودية من الشباب بعدما تلقوا التدريب في معسكرات داعش بسوريا، وتمكنوا من التمركز في سيناء وتكوين بؤر إرهابية تشن الآن هجمات ضد رجال الأمن والجيش المصري»، لافتا إلى أن حركة «حسم» المنتمية لجماعة الإخوان هي المتورطة في حادث البدرشين؛ بعد أن تبين أنها المسؤولة عن عدد كبير من الهجمات الإرهابية على الكمائن في الفترة الأخيرة، مشددا على ضرورة تكثيف الضربات لهذه الحركة، التي تعد أحد أذرع جماعة الإخوان الإرهابية. تسلل الإرهابيين ويشير من جانبه، الخبير الأمني فؤاد علام إلى ضرورة إخلاء مناطق مواجهة الإرهابيين في شمال سيناء من السكان لمدة ستة شهور، مشددا على «أن عددا كبيرا من الإرهابيين يندسون وسط الأهالي ما يصعب ملاحقتهم». وطالب علام بشق قناة مائية لمنع تسلل الإرهابيين عبر الأنفاق من منطقة غزة الفلسطينية، مؤكدا «أن قوات الشرطة والجيش هي الهدف الأبرز في الهجمات الإرهابية بدليل استهداف الكمائن بعد أن تم التضييق عليها وتراجعت التفجيرات، التي كانت تشنها في سيناء ومناطق أخرى». بدوره، وصف رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب محمد فرج عامر الهجوم الإرهابي في البدرشين بالخسيس، مطالبا بمواصلة التصدي بحسم لمَنْ يقفون وراء هذه العمليات الإرهابية والداعمين لها حتى القضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، مؤكدا «أن مصر ستواصل فضح الدول، التي تمول وتسلح وتأوي الإرهاب والإرهابيين»، مشيرا إلى «أنه كلما يضيق الخناق على الإرهابيين يخرجون من جحورهم على تنفيذ هجمات بإيعاز من الدول الداعمة للإرهاب». وقتل خمسة شرطيين مصريين الجمعة، في هجوم بالأعيرة النارية شنه مسلحون على احدى سيارات الأمن، فيما أعلنت الداخلية المصرية في بيان أن «ثلاثة أشخاص يستقلون دراجة نارية قاموا بإطلاق أعيرة من سلاح آلي كان بحوزتهم تجاه السيارة» مما اسفر عن «استشهاد أمين شرطة وأحد الأفراد وثلاثة مجندين». وكان وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار قد وجه بتشكيل فريق بحث لكشف غموض حادث استهداف رجال الشرطة بالبدرشين الواقعة على بعد حوالي 20 كلم عن القاهرة، ضم قطاعات الأمن الوطني والأمن العام ومديرية أمن الجيزة.