يعد حي المسعودي الذي يقع جنوب شرقي المبرز من الأحياء القديمة التي تحمل في طياتها تاريخا عميقا، حيث سكنه العديد من الأسر العريقة، وقد بات حاليا من الأحياء المتطورة في المدينة لتختلف معالمه عما كانت عليه في الماضي. يقول المؤرخ والكاتب عبدالله البحراني: كانت المبرز قديما تتكون من ستة أحياء رئيسة، يحيط بها جميعا سور مبني من الطين، وفيه عدد من البوابات (دراويز)، وخارج السور كان يوجد حي يقيم فيه أهل البادية يعرف بالحزم، ومن تلك الأحياء المسعودي حيث يحوي الفعاليات الاقتصادية للمدينة، فهناك حرفيون، وصناع ومحلات عطارة، وأقمشة، وحبلان، ولوازم أهل البادية، وكذلك سوق التمر. بيوت وأسر ومدارس وينوه عبدالله المحيسن إلى أن أول بيت تم بناؤه في الحي كان منزل صالح الحسن في منطقة تسمى المزيرع لينتقل عدد من الأسر إلى هناك، من بينها الكري والرشيد والبحراني والشهاب وغيرها من الأسر، وكان يحيط بالحي سور كبير، وهُدم إبان حكم الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ليتطور الحي بعدها ببناء مسجد في منطقة تسمى (شلاع). مشهد من طريق بحي المسعودي وكانت أول مدرسة تم بناؤها في الحي مدرسة (الهداية) وذلك عام 1386 هجرية، وتلتها مدرسة خالد بن الوليد، وكان معلموها هم محمد بوسحة، وعبدالله الرشيد، ومحمد الشهاب، وحمد الشهاب، وعبدالمحسن المحيسن وغيرهم، وكذلك بناء مدرسة للبنات. كبار السن.. عبق التاريخ ويشير المحيسن إلى أن الأسر في حال وقوع مشكلات لها كانت ترجع إلى العمدة أحمد الرشيد، والذي كان يستقبل الناس ويتواصل معهم ويساعدهم. ولفت عبدالرسول المؤمن إلى أن الحي كان إلى وقت قريب عبارة عن مزارع وبساتين، حيث كان يعتمد أهلها عليها كمصدر للرزق، فضلا عن أعمال البناء آنذاك، وأن الحي كان خليطا من الأسر المتعاونة مع بعضها البعض على الحياة. وحاليا غالبية تلك الأسر هجرت الحي إلى الأحياء الجديدة. ويشير أحد السكان في الحي فهد السعيد إلى أنه رغم الأزقة الضيقة في الحي إلا أن ما يجمع أهله الحب والتقدير وحب المساعدة، وقد تغيرت معالم الحي بالكامل حيث نجد أن مدخل الحي أصبح يعج بالكثير من المحلات التجارية والمطاعم الشعبية. ويؤكد يعقوب الحسين أن ما يميز الحي اليوم هو وجود كبار السن، فهم ما زالوا يجتمعون في الأزقة يتبادلون الأحاديث حول الماضي في جو أسري رائع قل أن يوجد في مكان آخر، بل إن بعض الأسر في الحي تجتمع بشكل أسبوعي.