وبخ مجلس الأمن قطر، بتجاهله مطلباً قطرياً بمناقشة أزمتها. ورفض المجلس، بما يشبه التوبيخ للدوحة، التدخل في الأزمة الخليجية، وقال إن أزمة الدوحة تحل في نطاق «الحوار الخليجي». وقالت الامارات أمس الثلاثاء انها تنتظر الرد القطري، مشيرة إلى أنه «من السابق لأوانه» الحديث عن اعتماد إجراءات إضافية ضد الدوحة في حال لم تستجب للمطالب، مؤكدة أن عليها وقف تمويل الإرهاب، بالقول «كفي يا قطر دعماً للإرهاب». وأكد وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد أثناء مؤتمر صحافي في أبوظبي مع نظيره الالماني سيغمار غابريال ان الحديث عن اجراءات جديدة محتملة ضد قطر «سابق لأوانه». وتلتقي الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب اليوم الاربعاء، في القاهرة لتقرير الخطوات اللاحقة بعد ان سلمت الدوحة الاثنين للوسيط الكويتي ردها على مطالبها ال 13، في وقت تطرق فيه عبدالله بن زايد إلى الرد القطري، قائلاً: «لا نزال بانتظار الرد عن طريق الكويت، وعندها لكل حادث حديث». إجراءات دولية وتابع قائلاً: «من السابق لأوانه التحدث عن الخطوات اللاحقة لتسلم رد الدوحة، وسنتخذها بعد التشاور والدراسة مع الحلفاء، لكن أي خطوات ستقوم بها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ستكون في إطار إجراءات القانون الدولي»، وأضاف: إن «الأزمة لا تقتصر على مواجهة الإرهاب، إذ لمواجهة الإرهاب لا بد من التصدي لخطاب الكراهية، ووقف تمويل الإرهابيين وإيوائهم، فالشقيقة قطر سمحت وآوت وحرضت على الإرهاب، لذا نقول لها: كفى يا قطر دعماً للإرهاب، وكفى أن تكون الدوحة حاضنة للإرهابيين». واتهم وزير خارجية الإمارات؛ مجددا سلطات الدوحة بالضلوع في الارهاب واكد «للاسف اكتشفنا ان قطر سمحت وآوت وحثت على الارهاب». واضاف «نأمل بمساعدة شركائنا وبينهم ألمانيا، ان تعود القيادة القطرية الى الحكمة والعقل». تسوية الأزمة من جانبه عبر الوزير الألماني زيجمار جابرييل عن الامل في ان تؤدي الجهود الدبلوماسية القائمة الى تسوية الأزمة. واكد «أهمية إنهاء تمويل الارهاب ليس فقط في قطر بل في مجمل المنطقة». ومن المقرر ان يصل الوزير الألماني إلى قطر أمس، في إطار جولة إقليمية تركز على أزمة الخليج زار خلالها المملكة والامارات. وكان جابرييل زار المملكة أمس الأول، والتقى بنظيره عادل الجبير الذي تمنى أن يكون رد قطر على مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب إيجابياً، مؤكداً أنه سيتم درس الرد القطري بدقة قبل اتخاذ المواقف. وأضاف جابرييل في أبوظبي: اتفقت مع الشيخ عبدالله بن زايد على ضرورة وضع نهاية لإيواء أو تمويل الإرهابيين. وقال: إن هناك الكثير من السبل للحيلولة دون تصعيد التوترات في المنطقة. يذكر أن المملكة والإمارات والبحرين ومصر كانت قطعت في 5 يونيو العلاقات مع قطر بسبب دعم الأخيرة للإرهاب وتدخلها في شؤون الدول الأربع. ولاحقاً أعلن عن قائمة تضم 13 مطلباً من قطر، في طليعتها وقف الإرهاب وإيواء الإرهابيين والمتطرفين، وأمهلت الدوحة حتى 3 يوليو للرد، ومن ثم مددت تلك المهلة 48 ساعة - تنتهي منتصف ليل أمس - نزولاً عند طلب الكويت التي تقود وساطة بهدف التوصل إلى حل للأزمة الخليجية. الأمن يتجاهل أكد مجلس الأمن الدولي الاثنين أن حل الأزمة الخليجية الراهنة يكون عبر الحوار بين الدول المعنية، في رسالة موجهة للدوحة توضح تجاهله للدوحة وعدم نيته التدخل في الأزمة . وقال السفير الصيني لدى الأممالمتحدة ليو جيي، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس لشهر يوليو الجاري، إن «الطريقة المثلى للخروج من الأزمة الراهنة يكون بتوصّل الدول المعنية إلى حل عن طريق الحوار والتشاور في ما بينها». وهو ما يعني «أن مجلس الأمن لا يعتزم التدخل في الأزمة». وأضاف جيي وفقا لفرانس برس: «إن الصين ترحب حتما بكل ما يمكن للدول المعنية بالأزمة القيام به في سبيل تحقيق المصالحة في ما بينها والعودة إلى علاقات حسن الجوار». وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني التقى الجمعة، أعضاء مجلس الأمن الدولي لبحث المقاطعة والعقوبات التي فرضتها المملكة والإمارات والبحرين، إضافة لمصر ضد الدوحة. وقدمت قطر للوسيط الكويتي الاثنين ردها الرسمي على مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لاعادة العلاقات معها بعدما قررت هذه الدول تمديد المهلة الممنوحة للامارة الخليجية ليومين إضافيين بناء على طلب الكويت، محذرة من ان البديل عن الحل «عسير» على كل أطراف الأزمة. اتفاق أو فراق قبل ساعات من انتهاء المهلة الإضافية الممنوحة لقطر من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ، أكد وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن المسألة باتت مصيرية في إشارة إلى الأزمة مع الدوحة، فإما الاتفاق على الأمور المشتركة التي تصون مصلحة دول الخليج مجتمعة وإما الفراق. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر صباح الثلاثاء «نحن أمام مفصل تاريخي لا علاقة له بالسيادة، جوهره نهج الجماعة والتزاماتها، فإما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق.» وقبلها بيومين أكد الوزير الإماراتي أن البديل عن الحل عسير، قائلاً: «مع إشراقة هذا الصباح أدعو أن التمديد الذي سعى إليه الأمير الجليل فرصة للمراجعة وحسن التدبير عند الشقيق، الحكمة مطلوبة والبديل عسير علينا جميعاً».