هي ردة فعل مفاجئة لمتلقيها، فقد تندهش من تصرف ما، او منظر خلاب كلوحة فنية، او خطاب جماهيري، او فيلم تمثيلي، اضافة الى الافكار الجديدة، كل ذلك يثير عندك حالة من الفضول والانشغال لمعرفة المزيد. وتعد الدهشة من منشطات العقل وسرعة الانتاجية، وهي حالة تحفز التفكير، وتزيد من استيعابه وتنير طريقه لذات الفكرة المندهش منها.. ولا فرق بين الاندهاش الإيجابي أو السلبي، فهناك الدهشة الإيجابية التي تبهر مستقبلها ويستحسنها، كذلك السلبية التي تفاجئه ويستقبحها أو بمعنى اخر يستاء منها، كلتا الحالتين لهما ردة فعل مناسبة لكل منهما، فقد تندهش لتصرف خارج عن المألوف إيجابيا كان أم سلبيا، وقد تندهش لتصرف آخر ينتج من طفل صغير، أو رجل كبير فالدهشة لها طرقها وأساليبها المتنىوعة. لذلك لو تتبعنا جل العلماء، والفلاسفة تبدأ نظرياتهم بعد الدهشة التي هي بمثابة ماس كهربائي ينتج منه نور. فالدهشة هي التي قادت نيوتن للتوصل الى علم جاذبية الارض لمجرد اندهاشه من سقوط التفاحة، وهي التي جعلت أرخميدس يصرخ بعلو صوته «وجدتها» حين توصل الى قانون طفو الأجسام داخل المياه. وكثير من القادة السياسيين يستخدمون في خطاباتهم ما يدهش مواطنيهم، لإثارة الحماس عندهم ولرفع المستوى العام في أوطانهم. فمن الضروري استغلال الدهشة للمزيد من المعرفة، والانشغال بالتفكر وتتبع تلك الحالة المندهش منها، لكي تصل إلى نتيجة عبر الحوار والتزود بالمعارف عنها، لأن الدهشة قد تستمر مع صاحبها إلى وقت طويل، لكن تنخفض الحالة بعد فترة وعدم الاستفادة منها لعدم استغلالها والتزود منها. لذلك ينبغي على العلماء الاجتهاد في إنتاج العلوم الجديدة التي تزيد من وعي الناس وتطويرها، كذلك المثقفون لهم دور كبير في إثارة التفكير عند الآخرين وعدم تكرار السائد، كما أن على المبدعين في شتى الفنون التجديد وادهاش مجتمعاتهم كالأدباء الذين لهم دور في نسج الروايات، التي بدورها تثير خيال القراء وكذلك الشعراء والتشكيليون وغيرهم من المبدعين من الفنون الجميلة، لكي يرتقي المجتمع بحالة من التفكر والحوار الناتج من الاندهاش. إذن الدهشة هي أنشط السبل في رفع المستوى التوعوي وإثارة عقول الناس، فلها فضل كبير على كثير من العلماء، الذين لهم دور في حياة الناس كما أن الدهشة لها متعتها الخاصة للذين يستغلونها للمزيد من المعرفة والثقافة العامة.