في غمرة البحث عن الخلود، فكر إنسان الكهوف والغابات كيف يحفظ تاريخه من الضياع؟، وكيف ينقل تراثه الممتد إلى الأجيال القادمة؟. هذا التفكير قاده إلى اختراع الكتابة، وتاريخ العالم –كما تقول ويكيبيديا- قصة درامية بدأت قبل حوالى 5500 عام، عندما تم اختراع الكتابة، إذ لم تكن الكتابة مجرد وسيلة لمعرفة ما كتبه الآخرون عن أنفسهم وحياتهم وحضارتهم، بل هي من هيأ البنية التحتية لتراكم المعارف والعلوم، وهذا الأمر أدى إلى انتشار العلم والمعرفة، وهذا ما يفسر لنا لماذا سمى علماء الآثار الفترة السابقة على الكتابة "عصور ما قبل التاريخ"، وطالما أن أذكى الناس هو من يسأل نفسه أغبى الأسئلة، سأل نيوتن نفسه لماذا سقطت التفاحة؟ نيوتن الإنسان العادي وابن المزارع البريطاني الذي ولد بعد وفاة أبيه بثلاثة أشهر عام 1642، وتعلم كأي طفل في المدرسة كان في أمس الحاجة إلى معرفة سبب سقوط التفاحة، وهذا الفضول والإلحاح قاده إلى اكتشافات عظيمة مثل: وضعه نظريات الجاذبية وقوة الطرد المركزية، وموقع القمر في مداره والحسابات الرقمية، وقبل هذا بقرون عدة كان العالم اليوناني العظيم أرخميدس، يواجه اختبارا صعبا للغاية، ففي أحد الأيام أعطاه الملك هيرون "ملك سيراكوز" تاجا مصنوعا من الذهب، إذ كان الملك يشك في أن التاج ممزوج بالفضة، فطلب منه الملك أن يفحصه دون أن يتلفه، وتحت إلحاح الحاجة إلى الاستحمام، اكتشف الحل بطريقة غريبة جدا، فعندما دخل حوض الاستحمام اكتشف أن جسمه أزاح الماء، وأن مستوى الماء في الحوض ارتفع، فقفز من الحوض وخرج يركض في الشارع عاريا وهو يقول: وجدتها وجدتها، ووفقا لهذا الاكتشاف وضع طريقة لمعرفة الكثافة النسبية للمواد، وتعتمد فكرة عمل الغواصات الحديثة اعتمادا كليا على قانون أرخميدس للطفو. عام 1879 مرضت والدة أديسون واحتاجت إلى عملية مستعجلة، اعتذر الطبيب بسبب عدم وجود الضوء الكافي لإتمام العملية. هنا لمعت الفكرة في رأس أديسون، وعكف مع مساعديه على فكرة تحسين وتطوير الضوء المتوهج في مختبره الخاص، وقاموا بعدة تجارب لإخراج الضوء إلى الحياة، وفي 22 أكتوبر 1879 أنار مصباح توماس أديسون العالم.