لا شك أن من النعم التي حبا الله بها بلادنا الغالية -حفظها الله من كل سوء- نعمة الاستقرار السياسي القيادي، وكذلك سلاسة انتقال السلطة بتناغم وتفاهم. وذلك يؤكد على الثبات والاستقرار الداخلي والتماسك التي تحظى بها بلادنا، وتلك نعمة وفضل من الله تتميز بها المملكة عن كثير من الدول حول العالم. ومن النعم أيضا نعمة الأمن والأمان التي نعيش فيها والتي يغبطنا عليها كثير من الناس وذلك في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-. والذي ينظر ويتأمل ويقارن بروية حال كثير من الدول سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي يجدها تعج بالصراعات والقلاقل والفتن، ولذلك كان علينا أن نقدر ونثمن هذه النعمة العظيمة التي نحن فيها خير تقدير. ولا ريب أن الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت مؤخرا ترسم لوحة جديدة مشرقة في تاريخ المملكة لتجدد شبابها وروحها من جديد، والتي تضمنت اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد -حفظه الله-. تلك الأوامر لها عمق ونظرة استراتيجية بعيدة المدى. حيث إن شعار المستقبل هو للشباب ولجيل الغد. ويدل على ذلك أيضا تلك النخبة من الأسماء الشابة الطموحة التي اختيرت لعدة مناصب قيادية مختلفة حيث تتمركز النظرة المستقبلية والمحورية لهم. إن نسبة الشباب في المجتمع السعودي تصل الآن إلى ما يقارب ثلثي المجتمع ولذلك جاءت القرارات الملكية تصب في هذا الاتجاه من أجل ضخ روح شبابية متقدة ومتحمسة في مناصب قيادية تستطيع أن تواكب العصر الحديث بجوانبه المتعددة سواء كانت اقتصادية أم سياسية أم اجتماعية وثقافية وغيرها من المجالات. حيث إن الشباب دائما يدفعهم الحافز والحماس للتجديد والتطوير والذي سوف يصب في مصلحة الوطن والمواطنين. الأمر الآخر الملاحظ والمهم هو التأييد الكبير والتهاني والتبريكات التي تتابعت وانهمرت بشكل سريع ومكثف من معظم الدول العربية والإسلامية وحتى العالمية. كل ذلك يدل على أن النهج الذي تتخذه المملكة هو نهج ثابت ورصين، ويأتي من خلال قراءة مدروسة ومتأنية للأوضاع الإقليمية والدولية. ومع حكمة القيادة وعزيمة الشباب كانت رؤية (2030) التي وضعت من أجل الوطن والمجتمع نحن جميعا نسير نحو عهد جديد وصناعة لمملكة أكثر تطورا وأشد قوة وأكبر هبية على المستوى الإقليمي والدولي.