أفادت مصادر أمنية وشهود عيان امس الأربعاء بأن الأهالي في مدينة الموصل يطاردون عناصر داعش في الأحياء والمناطق المحررة ويتم تسليمهم الى القوات العراقية. وقال العميد الركن واثق الحمداني قائد شرطة نينوى، في تصريح صحفي: إن قوات «طوارئ شرطة نينوى ألقت القبض على كل من/ رعد سلطان عواد، ويعمل في ولاية الجزيرة وهو مصاب أثناء قتاله في الساحل الأيمن، وجياد عيسى علي، يعمل في كتيبة الاقتحامات بعد تسللهما من الجانب الأيمن الى منطقة حي الصديق شمال شرقي الموصل في الساحل الأيسر للمدينة». من جانب آخر، أفاد شهود عيان بأن أهالي حي الميثاق جنوب شرقي الموصل أحرقوا حافلة واعتقلوا صاحبها المنتمي لتنظيم داعش وقاموا بتسليمه للقوات الأمنية في المنطقة، فيما اعتقلوا احد عناصر التنظيم بعد مطاردة حيث كان متخفيا داخل أحد المنازل في حي البكر شرقي الموصل وقاموا بتسليمه للقوات الأمنية. وعلى صعيد اخر، أكملت قوات الشرطة الاتحادية تحرير المحور الموكل اليها في شارع الفاروق وتحرير جامع العمرية وأحياء الجزء الشرقي والتقدم إلى الاحياء غربي شارع الفاروق بينها جامع عمر الاسود وراس الكور ودكة بركة وبقية الاحياء ضمن الموصل القديمة. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة الليلة الماضية اتمام تحرير 50% من أحياء الموصل القديمة وانها تواصل عملياتها في الجزء المتبقي منها. وتخوض القوات العراقية قتالا عنيفا مع عناصر داعش في أحياء الموصل القديمة التي تحولت ابنيتها الى ركام من جراء القصف المتبادل، فيما غاب مشهد مأذنة الحدباء الشهيرة عن أحياء الموصل القديمة، لأول مرة بعد تدميره من قبل داعش بعد أن كان من أشهر معالم الموصل منذ قرون. نظرة أخيرة من فتحة صغيرة في جدار على الخط الأمامي في الموصل راح جنود عراقيون يرتدون زيا أسود يتطلعون لإلقاء نظرة على آخر مساحة من الأرض يسيطر عليها تنظيم داعش في قلب المدينة التاريخي. وعلى بعد خطوات فقط تنتصب في أرض حرام تفصل بين المتحاربين قاعدة المئذنة الحدباء التي ظلت تطل على المدينة على مدار 850 عاما حتى قام الإرهابيون بتلغيمها ونسفها في الأسبوع الماضي. يقتضي الوصول إلى هذا العمق في الموصل القديمة أن ينزل جنود جهاز مكافحة الإرهاب من عربات الهمفي المدرعة والسير عشر دقائق في متاهة من الأزقة الضيقة التي لا تتسع في بعض المناطق سوى لمرور رجل واحد. ويعبر الجنود من خلال فتحات في الجدران ويدخلون بيوتا وأفنية مهجورة ينتشر فيها الركام. والمباني في هذه المنطقة شديدة الكثافة لدرجة أن السيارات لا يمكنها المرور فيها كما أن الضربات الجوية ستتسبب على الأرجح في أضرار وخسائر بشرية واسعة غير مقصودة. وأصبحت معركة استعادة العاصمة الفعلية لتنظيم داعش في العراق تقتصر على مجموعة من الجنود العراقيين مسلحين ببنادق هجومية يناورون سيرا على الأقدام عبر قلب المدينة بأزقته الترابية. وتسببت الاشتباكات العنيفة والقتال المتلاحم بين القوات الخاصة ومقاتلي التنظيم الذين اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة في إلحاق أضرار شديدة بالمدينة القديمة حتى أصبح من الصعب التمييز بين البيوت وأفنيتها. مقتل انتحاريين وأعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة الأنبار امس الأربعاء مقتل انتحاريين اثنين حاولا تفجير نفسيهما في حفل زفاف بمنطقة الدولاب 190/ كم غرب بغداد. وقال المصدر ان «قوات الأمن العراقية قتلت انتحاريين اثنين من تنظيم داعش حاولا الدخول إلى حفل زفاف كبير لأحد المواطنين قبيل منتصف الليلة الماضية في منطقة الدولاب». وأضاف ان «القوات الأمنية أطلقت النار عليهما قبيل دخولهما إلى الحفل بحوالي دقيقة واحدة ما تسبب في مقتلهما على الفور»، موضحا أن الانتحاريين صبيان لا تتجاوز أعمارهما الخمسة عشر عاما. يشار إلى أن تنظيم داعش يسيطر على منطقة الدولاب الواقعة غرب قضاء هيت منذ عام ونصف العام ونفذ مجازر كبرى بحق سكانها.