أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، ان وباء الكوليرا الذي يضرب اليمن وأدى الى مصرع 1400 شخص في شهرين، يبدي مؤشرات تباطؤ نسبي مع انخفاض نسبة الوفيات الى النصف. من جانبه، أعرب وزير الصحة العامة والسكان اليمني، الدكتور ناصر باعوم، باسم الحكومة اليمنية ووزارة الصحة عن الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على توجيهاته الكريمة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم 66.7 مليون دولار لاحتواء وباء الكوليرا في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الوزير باعوم قوله: «إن الوضع الصحي لمرض الكوليرا مطمئن، وإن الفرق الطبية تقوم بتقديم المساعدات الصحية التي أرسلت من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على المحافظات المستهدفة»، مؤكدًا أن الفرق الطبية الميدانية الخاصة بمكافحة وباء الكوليرا والإسهال المائي تعمل على مدار الساعة في كل المحافظات المستهدفة خلال فترة العيد. وتسبب وباء الكوليرا في اليمن والذي تفشى نتيجة للإدارة الفاشلة للميليشيات الانقلابية لمرافق الدولة اليمنية عقب انقلابها على الحكومة الشرعية في وفاة 1400 شخص على الأقل، فيما سجلت حوالى 219 الف حالة مشبوهة في اليمن، بحسب منظمة الصحة العالمية أمس. ويشهد اليمن منذ 2014 أوضاعا مأساوية، منذ استيلاء الميليشيات الانقلابية على موارد البلاد وسقوط العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في سبتمبر من العام نفسه. وتسببت الحرب بانهيار البنى التحتية الطبية والصحية في البلاد، ما أدى في أواخر ابريل إلى رصد الوباء للمرة الثانية في أقل من عام. لكن نسبة الوفيات بسبب المرض تراجعت من 1,7% في مطلع مايو إلى 0,6% حاليا، على ما أعلن مستشار منظمة الصحة العالمية لحالات الطوارئ في اليمن احمد زويتن. وعزا زويتن هذا الانخفاض الطفيف إلى تدخل طارئ من عمال الانقاذ. كما تراجع عدد الحالات المسجلة في الايام الأخيرة الى 39 ألفا في الاسبوع الفائت مقابل متوسط 41 الفا في الاسابيع السابقة. لكن زويتن أشار إلى ان انخفاض الارقام قد يعود لتراجع عدد البلاغات تزامنا مع عيد الفطر، لافتا إلى ان عدد الاصابات الاجمالي قد يعاود الارتفاع الى الضعفين قبل القضاء على الوباء. وأنذرت الاممالمتحدة بأن عدد الاصابات مرشح لتجاوز 300 ألف حالة في اليمن حتى سبتمبر. وكانت المنظمة أعلنت مساء الجمعة الماضية أن عدد الوفيات بلغ 1256، ما يعني وفاة 54 حالة إضافية خلال يوم واحد فقط. وتتصدر محافظة حجة، شمال غرب البلاد، قائمة المحافظات الأكثر تضرراً من الوباء تليها محافظة إب ثم محافظتا الحديدة وصنعاء وجميعها تقع تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية إضافة إلى محافظة تعز جنوب غرب اليمن، وهي منطقة نزاع ومواجهات مسلحة متواصلة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التي تفرض حصاراً خانقاً على المحافظة منذ أكثر من عامين، وتقصف عشوائياً أحياء المدينة وقرى المواطنين في ريف المحافظة.