يصادف نشر مقالي أيام عيد الفطر المبارك، لذلك اهنئ القيادة الرشيدة والمواطنين والمقيمين بعيد الفطر المبارك أعاده الله على الجميع بالأمن والأمان والسلام على بلادنا الغالية والعالم. واكتب هذا المقال عن مناسبة ملكية كريمة، حيث بايع السعوديون صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وليًا للعهد على السمع والطاعة في المنشط والمكره. تعد البيعة نظام حكم مرتبط بالدين الإسلامي، وتعتبر من أهم مميزات النظام السياسي الإسلامي. ولقد تفرَّدت الحضارة الإسلامية «بنظام البيعة» الذي يعتبر عهدًا على الطاعة من الرعية للراعي، وإنفاذ مهمات الراعي على أكمل وجه، وأهمها سياسة الدين والدنيا على مقتضى شرع الله. وما يُدهش في هذا الشأن أن البيعة في الإسلام لم تُفَرِّق بين المتقدم في السن والبالغ وبين الرجل والمرأة في تقديم البيعة لولي الأمر، وهذا حس تربوي للرعية، حيث يُعَلِّم الإسلام المسلمين ضرورة المشاركة فيما بينهم على الارتقاء بمجتمعهم وأمتهم. تمت مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على ولاية العهد بسرعة ومرونة، حيث انتقلت إليه مسئوليات وأمانة ولاية العهد، واستمر أداء ولاية العهد بسلاسة وحكمة وانضباط كما هو المعهود في تقاليد السياسة السعودية الرشيدة. وحرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على راحة المواطنين ورغبة منه في تسهيل المبايعة عليهم وحتى لا يتكبدوا مشقة السفر إلى مكةالمكرمة، فقد أمر حفظه الله بأن يتلقى أمراء المناطق ومحافظو المحافظات ورؤساء المراكز البيعة، يوم الأربعاء 26 رمضان، نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ومن الاهمية أن من لم يستطع الحضور لتقديم البيعة أن ينويها. ويتميز سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالنشاط المستمر والعمل الدؤوب وسرعة البديهة وتحمل المسئوليات والالتزام الثابت بتحقيق الأهداف والرؤية الثاقبة والشجاعة والعزم والحسم والحزم. وهذه صفات العظماء الذين صنعوا التاريخ وخلدهم. ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عملي ويحمل حلمًا واعدًا للنهوض بالمملكة الى عصر جديد من النهضة الشاملة في شتى المجالات. وقد تجلى هذا الحلم في رؤية 2030 وخطة التحول 2020. ولقد رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في نجله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان صفات الرجولة والطموح والأمل، حيث عهد له بملفات سياسية واقتصادية انجزها بنجاح بتوفيق من الله. وقد شهد لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عدد كبير من قادة الدول العظمى مثل روسيا والولايات المتحدة من حيث تحمل المسئولية والحكمة والحنكة السياسية والنشاط والعمل الدؤوب والالتزام بالمواثيق والعهود. المتخصصون في العلوم السياسية يتحدثون عن العهد الجديد للمملكة العربية السعودية بانتقال السلطة إلى جيل الشباب الذين يتزعمهم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في ظل رعاية وتوجيه وثقة والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قائد الحزم. تقلد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد يؤكد نظرية الرجل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب. ويشهد إعلان التحالف العربي في اليمن والتحالف الدولي الإسلامي في غضون أيام معدودة على حنكة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، فهو قانوني يعرف معنى وأهمية التحالفات والتكتلات الدولية لمحاربة الإرهاب تحت مظلة مشروعة تحقق الأمن والسلام العالمي. كان لتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد صدى طيبًا على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وقد لاحظنا الأداء القوي لسوق الأسهم السعودية، حيث ارتفع المؤشر حوالي 9% بعد تنصيب سموه وليًا للعهد، فقد ارتفع في آخر يوم للتداول إلى 7497 نقطة بينما كان 6877 نقطة قبل خبر تولي سموه ولاية العهد. هذه الثقة الملكية لها مدلولات سياسية واقتصادية على مستوى المملكة والعالم لأن المملكة قبلة المسلمين ومصدر اساسي للطاقة في العالم. عالمياً، سيكون لولي العهد صاحب السمو الملكي الأميرمحمد بن سلمان تأثير ايجابي قوي على محاربة الارهاب وتقليص رقعته وتجفيف منابعه وتضييق الخناق على الأفراد والجماعات والدول الداعمة للارهاب ماليًا ومعنويًا ليستقر العالم سياسيًا واقتصاديًا، خاصة في منطقة الشرق الأوسط المضطربة منذ حوالي 38 عامًا. وختامًا، ارجو من الله ان يوفق قيادتنا الرشيدة لتحقيق الأمن والرخاء لبلادنا الغالية. وادعو للقيادة الشابة بالتوفيق والنجاح في النهوض بالمملكة في كل مجال يخدم مواطنيها ومقيميها والإسلام والمسلمين.