«الله يوفقك لخدمة دينك ووطنك وأمتك العربية والإسلامية».. تلك الكلمات التي قالها الملك عبدالله -رحمه الله- لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وقت تعيينه وزير دولة عضواً بمجلس الوزراء، تعكس ما يمتاز به سمو ولي العهد من صفات قيادية وطموح، وما يكنه من حب لوطنه وشعبه، فضلاً عما يحمله من نظرة ثاقبة وحكمة استمدها من والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله. ولا شك أن هناك إجماعا على أن تعيين سموه ولياً للعهد يحمل دلالات عدة، أبرزها أن المملكة بدأت فعليا لا قولاً منح الشباب دفة القيادة في أعلى مستوياتها مثل كثير من الدول الكبرى والذين لا تقل عنهم المملكة قدراً ومكانة، وهو سلوك يجعل شباب المملكة أنفسهم يثقون أن الأيام القادمة هي أيامهم التي يحققون فيها -بإذن الله- آمالهم في سن صغيرة، فهذا ولي العهد -حفظه الله- بسنوات عمره التي تتجاوز الثلاثين بقليل استطاع منذ تولي قيادة وزارة الدفاع الذود عن حمى الوطن، وبناء رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 ونجح في وقت قصير جداً أن يجعل الرؤيتين تنتجان برامج تنموية متكاملة في كافة المجالات بالمملكة. ونحمد الله أن سموه خير خلف لخير سلف وأعني صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- الذي يستحق رسالة شكر وتقدير لمجهوداته الكبرى في دعم وتطوير منظومة وزارة الداخلية وتجهيزها بالتقنيات الأمنية العالمية المتميزة والمتعددة من أرقى المصادر العالمية، ليجعل منها لبنة قوية لمواجهة كل الظروف والاحتمالات، فضلا عن مجهوداته الأخرى في محاربة الإرهاب، وحماية المملكة من شروره وتداعياته. همسة أجمل ما في مشاهد البيعة لسمو ولي العهد تلك المشاعر الراقية بينه وبين سمو الأمير محمد بن نايف وهو يقبل يده اعترافاً منه بقدره، وهي رسالة لكل من يريد الوقيعة بين ولاة الأمر والمواطنين بأنهم كلهم على قلب رجل واحد في سبيل أمن البلاد ورقيها، وأن لا أحد منهم يطمع بمنصب أو مكانة خاصة، فالوطن أهم من أي شيء، وفوق كل شيء.