في تصريح لصحيفة الغارديان قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، إن الثقة في قطر تساوي صفراً. وفي الحقيقة إن مجموعة من المسائل القطرية أصبحت أصفاراً مكعبة متوالية: صفر في السياسية الخارجية، وصفر في الدبلوماسية، وصفر في الانتماء لمنظومة الخليج، وصفر في فهم التربصات الإيرانية والتركية، وصفر في إدراك خطورة المكابرة على (أهلها) في الخليج الذين طعنتهم مرارا وتكراراً في خواصرهم وظهورهم فصبروا عليها إلى أن طفح الكيل. الآن، بدلاً من أن تراجع قطر أفعالها السابقة وتعتذر عنها وتعلن بدء قطر جديدة بناءة ومتعاونة في محيطها الإقليمي والعربي، تصر على أن تضع (صفراً) أكبر في مسيرتها، حين تفسر كل ما حدث على أنه ظلم واعتداء عليها. القطريون أبناء ثقافتنا المحلية البدوية ويعرفون كما نعرف المثل الذي يقول: (ما دون الحلق إلا اليدين)، أو هم على الأقل سمعوا هذا المثل منذ بدء المقاطعة مليون مرة؛ من كل متحدث سعودي أو إماراتي أو بحريني. وإذا كانت اختلطت عليهم اللغات واللهجات، بعد دخول الأتراك والفرس، فإن هذا المثل يعني أنني قد أصبر عليك سنوات وسنوات طالما أن سيفك لم يقترب من رقبتي، لكن متى ما شعرت أنك تتحين الفرص لتنقض على رقبتي فليس هناك من بد سوى حمايتها ولو بيدي، وهذا هو ما حدث في مقاطعة قطر. كان الخليج، ممثلاً بثلاث دول متضررة تضررا مباشرا من النظام القطري، قد وصل إلى مرحلة الدفاع عن رقبته وسيادته وأمن وسلامة شعوبه. وكانت هذه الدول ستحاسب نفسها وستحاسبها شعوبها لو بقيت تجامل القطريين وتتسامح معهم بينما هم يكيدون لها فوق وتحت كل طاولة. لقد خسرت قطر فرصاً عظيمة لتكون دولة عربية مفيدة ومؤثرة إيجابياً في مسيرة الخليج والعالم العربي. والمصيبة القطرية الأعظم أنها لا تجد سوى (الأصفار) حين تحاول أن تقول لشعبها، أو للشعوب الأخرى، ماذا استفادت من كل ما فعلت من تدمير ومصائب في طول العالم العربي وعرضه.؟!