بدأت قوافل الزوار والسواح فى بريطانيا الجمعة، التوافد على المتحف البريطانى الشهير فى لندن، وذلك من أجل معايشة تفاصيل أداء ما يقارب ثلاثة ملايين مسلم للركن الخامس من أركان الإسلام، ومعاينة مشروعات التوسعة والتطوير بالحرمين الشريفين لاستيعاب الأعداد المتزايدة كل عام من الحجاج والمعتمرين والزوار وتسهيل أدائهم لمناسك الحج. ويحتل المعرض موقعا مميزا وفريدا فى أعمال وأنشطة المتحف البريطانى كونه الأول من نوعه الذى يقيمه المتحف وعلى هذا المستوى والحجم الكبير لأعظم رحلة يؤديها المسلم فى حياته، يتوقع أن تستقطب زوار المتحف البالغ عددهم ستة ملايين. ويشرح المعرض أهمية الحج منذ الأيام الأولى لهذه الشعيرة الإسلامية، وأيضا يعرض أول رحلة حج للرسول عليه الصلاة والسلام، ويجول خلال رحلة الحج مع الزمن والجغرافيا إلى أيامنا الحاضرة، بالإضافة إلى استعراض معانى الحج التى "تبرز فى كون الحج شعيرة، وظاهرة سلمية، والإسلام هو دين سلام". ويستمر توافد قوافل الزوار للمعرض حتى 15 أبريل القادم، تعيش خلال هذه الأشهر القلائل صورة من صور الإسلام الحقيقية فى المساواة والتسامح والإخاء فى مهوى أفئدة الإسلام والمسلمين من جميع أنحاء العالم. ويبرز المعرض ثلاثة أوجه للحج، تبدأ برحلة الحاج من خلال التركيز على الطرق الرئيسية التى سلكها الحجاج فى الماضى سواء من قارة آسيا أو أفريقيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط، فيما يتناول الجانب الثانى الفرائض المصاحبة للحج ومعانى أداء فريضة الحج بالنسبة للمسلم، ويبرز الجانب الثالث مكةالمكرمة، والكعبة المشرفة بوصفها قبلة المسلمين والحجاج وأهميتها. وتتمثل أهمية هذه الأقسام الثلاثة للمعرض فى إبراز وحدة المسلمين عند أداء شعيرة الحج ومظاهر المساواة والتسامح، وإبراز تعلق المسلمين بالمشاعر المقدسة على مر العصور، إضافة إلى تسليط الضوء على حقيقة جهود المملكة فى خدمة ضيوف الرحمن. ويشتمل المعرض على صور حديثة وأفلام قديمة وحديثة ومجسمات قدمتها مكتبة الملك عبد العزيز العامة للمتحف، وتبين مشروعات التطوير لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز ومن بعده أبناؤه الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويضم المعرض مجموعة من أجمل القطع الفنية والمنسوجات والمخطوطات التى تعود بعضها ملكيته لأشخاص وبعضها لمتاحف من بريطانيا ومن أنحاء العالم، إلى جانب جزء كبير من المعروضات تم تجميعها من المملكة من خلال مكتبة الملك عبد العزيز العامة.